للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدَّعْوَةُ السِّرِّيةُ

بَدَأ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يدْعُو إِلَى الإسْلَامِ سِرًّا (١) لِئَلَّا يُفَاجِئَ أَهْلَ مَكَّةَ بِما يُهَيِّجُهُمْ علَيْهِ، فَجَعَلَ يَعْرِض الإسْلامَ عَلَى أَلْصَقِ الناسِ بِهِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وأصْدِقَائِهِ، ويَعْرِضُهُ عَلَى كُلِّ مَنْ يَتَوَسَّمُ فِيهِ خَيْرًا مِمَّنْ يَعْرِفُهُمْ بِحُبِّ الحَقِّ، وَالخَيْرِ، ويَعْرِفُونَهُ بِالصِّدْقِ والصَّلَاحِ (٢).

* إسْلَامُ خَدِيجَةَ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:

كَانَ أوَّلُ مَن آمنَ به -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنَ النِّسَاءَ، بَلْ أوَّلُ مَنْ آمنَ به عَلَى الإطْلَاقِ زَوْجُهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.

قَالَ ابنُ الأثِيرِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: خَدِيجَةُ أوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ أَسْلَمَ بِإِجْمَاعِ المُسْلِمِينَ، لمْ يَتَقَدَّمْهَا رَجُلٌ ولا امْرَأَةٌ (٣).


(١) قلتُ: ممَّا يدلُّ على أن الدَّعوة أول ما بدأت كانت سِرِّية، ما رواه الإمام مسلم في صحيحه - رقم الحديث (٨٣٢) عن عمرو بن عَبَسَة -رضي اللَّه عنه- قال: . . . سمعتُ بِرَجُلٍ بمكَّة يخبرُ أخبارًا، فقعَدْتُ على راحِلَتِي، فقدمتُ عليه، فإذا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مُسْتَخْفِيًا. . .
(٢) الرحيق المختوم ص ٧٥.
(٣) انظر أسد الغابة (٥/ ٢٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>