للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَمْرٍو -رضي اللَّه عنه- أنَّهُ قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّا لَمَعَ رَسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بخَيبرَ عَشِيَّةً إِذْ أَقْبَلَتْ غَنَمٌ لِرَجُلٍ مِنْ يَهُودٍ تُرِيدُ حِصْنَهُمْ، وَنَحْنُ مُحَاصِرُوهُمْ، إِذْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ رَجُلٌ يُطْعِمُنَا مِنْ هَذِهِ الغَنَمِ؟ ".

قَالَ أَبُو اليَسَرِ: فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.

قَالَ: "فَافْعَلْ".

قَالَ: فَخَرَجْتُ أَشْتَدُّ مِثْلَ الظَّلِيمِ (١)، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مُوَلِّيًا، قَالَ: "اللَّهُمَّ أَمْتِعْنَا بِهِ"، قَالَ: فَأَدْرَكْتُ الغَنَمَ، وَقَدْ دَخَلَتْ أَوَائِلُهَا الحِصْنَ، فَأَخَذْتُ شَاتَيْنِ مِنْ أُخْرَاهَا، فَاحْتَضَنْتُهُمَا تَحْتَ يَدَيَّ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ بِهِمَا أَشْتَدُّ كَأَنَّهُ لَيْسَ مَعِيَ شَيْءٌ، حَتَّى أَلْقَيْتُهُمَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَذَبَحُوهُمَا، فَأَكَلُوهُمَا (٢).

* شَأْنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُغَفَّلٍ -رضي اللَّه عنه-:

رَوَى الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُغَفَّلٍ المُزَنِيِّ -رضي اللَّه عنه- أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا مُحَاصِرِينَ قَصْرَ خَيْبَرَ، فَرَمَي إِنْسَان بِجِرَابٍ (٣) فِيهِ شَحْم، فنَزَوْتُ (٤) لِآخُذَهُ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَاسْتَحْيَيْتُ (٥) مِنْهُ.


(١) الظَّلِيم: بفتح الظاء المشدَّدة: وهو ذكر النعام. انظر النهاية (٣/ ١٤٧).
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٥٥٢٥) - وابن إسحاق في السيرة (٣/ ٣٦٥).
(٣) قال الإمام النووي في شرح مسلم (١٢/ ٨٧): الجِرَاب: بكسر الجيم وهو وعاء من جلد.
(٤) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٦/ ٣٨٨): فنزَوْتُ: أي وثَبْتُ مُسْرِعًا.
(٥) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٦/ ٣٨٩): فيه إشارةٌ إلى ما كان عليه الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ من توقير النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومعاناة التَّنَزُّه عن خوارم المروءة.

<<  <  ج: ص:  >  >>