للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَدَدُهَا بِالضَّبْطِ، وَكَانُوا بِقِيَادَةِ أَبِي جَهْلِ بنِ هِشَامٍ لَعَنَهُ اللَّهُ (١).

* الثَّأْرُ بَيْنَ قُرَيْشٍ وَكِنَانَةَ:

وَلَمَّا فَرَغَتْ قُرَيْشٌ مِنْ جَهَازِهَا، وَأَجْمَعَتْ عَلَى المَسِيرِ، ذَكَرَتْ مَا كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ بَنِي بَكْرٍ مِنَ العَدَاوَةِ وَالحَرْبِ (٢)، فَقَالُوا: إنَّا نَخْشَى أَنْ يَأْتُونَا مِنْ خَلْفِنَا، فكَادَ ذَلِكَ يُثْنِيهِمْ، فتَبَدَّى لَهُمْ إبْلِيسُ في صُورَةِ سُرَاقَةَ بنِ مَالِكِ بنِ جُعْشُمٍ المُدْلِجِيّ (٣)، وَكَانَ مِنْ أشْرَافِ بَنِي كِنَانَةَ، فَقَالَ لَهُمْ: أَنَا لَكُمْ جَارٌ (٤) مِنْ أَنْ تَأْتِيكُمْ كِنَانَةُ مِنْ خَلْفِكُمْ بِشَيءٍ تَكْرَهُونَهُ، وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا المَوْقِفَ في القُرْآنِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ


(١) انظر سيرة ابن هشام (٢/ ٢٧٨) دلائل النبوة للبيهقي (٣/ ٣٢) - الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (١/ ٢٥٩) - البداية والنهاية (٣/ ٢٧٥).
(٢) قال ابن إسحاق في السيرة (٢/ ٢٢٢ - ٢٢٣): كانت الحرب التي وقعت بين قُريش وبين بَنِي بكر سببها: أن ابن لحفص بن الأخْيَفِ من بني عامر بن لؤي، قتَلَه رجلٌ من بني بكر بإشَارَة من عامر بن يزيد بن المُلَوَّح أحد بني بكر، ثم أخذ بثأرهِ أخُوه مِكْرَز بن حفص فقتل عامرًا وخاضَ بسيفه في بَطنِهِ، ثم جاء من الليل فعلَّقه بأستار الكعبة، فبينما هم في ذلك من حربهم حجز الإسلام بين الناس، فتشاغَلُوا به، حتى أجمَعَتْ قريشٌ المَسِير إلى بدر، فذكروا الذين بينهم وبين بني بكر فخافُوهُمْ بسبب ذلك.
(٣) سُرَاقة هذا هو الذي كان يتبَعُ الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- في الهجرة، وقد أسلمَ -رضي اللَّه عنه- في غزوةِ الطائف سنة ثمان من الهجرة.
(٤) والمُجِيرُ: هو الذي يَمْنَعُك. انظر لسان العرب (٢/ ٤١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>