للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْقِطَاطُ (١) أَوْ الْقِصَارُ، الذِينَ لَهُمْ نَعَمٌ (٢) بِشَبَكَةِ شَرْخٍ (٣)؟ ".

قَالَ: فتَذَكَّرتُهُمْ فِي بَنِي غِفَارٍ، فَلَمْ أَذْكُرْهُمْ حَتَّى ذَكَرْتُ رَهْطًا مِنْ أَسْلَمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أُولَئِكَ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ وَقَدْ تَخَلَّفُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَمَا يَمْنَعُ أُولَئِكَ حِينَ تَخَلَف أَحَدُهُمْ أَنْ يَحْمِلَ عَلَى بَعْضِ إِبِلِهِ امْرَءًا نَشِيطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِنَّ أَعَزَّ أَهْلِي عَلَيَّ أَنْ يَتَخَلَف عَنِّي الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارٌ" (٤).

* اسْتِعْجَالُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى الْمَدِينَةِ:

فَلَمَّا وَصَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَأَصْحَابُهُ إِلَى وَادِي الْقِرَى، قَالَ لِأَصْحَابِهِ: "إِنِّي مُتَعَجِّل إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَعَجَّلَ مَعِي فَلْيَتَعَجَّلْ" (٥).

* هَدْمُ مَسْجِدِ الضِّرَارِ:

ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حَتَّى نَزَلَ بِذِي أَوَانٍ (٦)، فَجَاءَ جَمَاعَةٌ مِنَ


(١) القَطَطُ: الشَّدِيدُ جُعُودَةِ الشَّعْرِ. انظر النهاية (٤/ ٧١).
(٢) النَّعَمُ: بفتح النون: الإبل والغنم. انظر لسان العرب (١٤/ ٢١٢).
(٣) شَبَكَةُ شَرْخٍ: موضع بالحجاز في ديار غِفار. انظر النهاية (٢/ ٣٩٦).
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٩٠٧٢) - وابن حبان في صحيحه - كتاب إخباره -صلى اللَّه عليه وسلم- عن مناقب الصحابة - باب ذكر الخبر الدال على أن أحب الناس إلى رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- المهاجرون والأنصار - رقم الحديث (٧٢٥٧) - والبخاري في الأدب المفرد - رقم الحديث (١١٤).
(٥) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب الزكاة - باب خرص التمر - رقم الحديث (١٤٨١) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الحج - باب أُحد جبل يحبنا ونحبه - رقم الحديث (١٣٩٢).
(٦) قال ابن إسحاق في السيرة (٤/ ١٨٣): ذِي أَوَان: بلد بينه وبين المدينة ساعة من نهار.

<<  <  ج: ص:  >  >>