للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* خُزَاعَةُ تَسْتَنْجِدُ بِالرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم-:

وَلَمَّا انْقَضَى القِتَالُ خَرَجَ عَمْرُو بنُ سَالِمٍ الخُزَاعِيُّ، حَتَّى قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- المَدِينَةَ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي المَسْجِدِ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ:

يَا رَبِّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدَا ... حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الأَتْلَدَا (١)

قَدْ كُنْتُمُ وُلْدًا وَكُنَّا وَالِدًا (٢) ... ثمَّتَ أَسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعْ يَدَا

فَانْصُرْ هَدَاكَ اللَّهُ نَصْرًا أَعْتَدَا (٣) ... وَادْعُ عِبَادَ اللَّهِ يَأْتُوا مَدَدَا

فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ قَدْ تَجَرَّدَا ... أَبْيَضَ مِثْلَ البَدْرِ يَسْمُو صُعُدَا

فِي فَيْلَقٍ كَالبَحْرِ يَجْرِي مُزْبِدَا ... إِنَّ قُرَيْشًا أَخْلَفُوكَ المَوْعِدَا

وَنَقَضُوا مِيثَاقَكَ المُؤَكَّدَا ... وَجَعَلُوا لِي فِي كَدَاءٍ (٤) رُصَّدَا

وَزَعَمُوا أَنْ لَسْتُ أَدْعُو أَحَدَا ... وَهُمْ أَذَلُّ وَأَقَلُّ عَدَدَا

هُمْ بَيَّتُونَا بِالوَتِيرِ هُجَّدَا (٥) ... وَقَتَلُونَا رُكَّعًا وَسُجَّدَا


= (٥٩٩٦) - وإسناده حسن - وأخرجه ابن سعد في طبقاته (٢/ ٣١٦) - وابن إسحاق في السيرة (٤/ ٣٧ وما بعدها) - والبيهقي في دلائل النبوة (٥/ ٥ وما بعدها).
(١) الأتْلَدَا: القديم. انظر النهاية (١/ ١٨٩).
(٢) قال السُهيلي في الرَّوْض الأُنُف (٤/ ١٤٦): يريد أن بني عبد مناف أمهم من خزاعة، وكذلك: قُصي بن كلاب أمه: فاطمة بنت سعد الخزاعية، والوُلد بمعنى الوَلد.
(٣) أعتدا: أي حاضرا. انظر لسان العرب (٩/ ٣١).
(٤) كَداء: بفتح الكاف: هي الثنية العليا بمكة مما يلي المقابر: وهو المعلا. انظر النهاية (٤/ ١٣٦).
(٥) المُتَهجد: هو المصلي بالليل، ومنه قوله تَعَالَى في سورة الإسراء آية (٧٩): {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} انظر النهاية (٥/ ٢١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>