قال الإمام السهيلي في الرَّوْض الأُنُف (٢/ ١٨٢): الأبتَرُ: هوَ الذِي لا عَقِبَ لهُ يَتْبَعُهُ، فإذا نَظَرْتَ إلى العاصِ بنِ وَائِلٍ الذِي نزلتْ فيه هذهِ الآيةُ، وكان ذَا وَلَدٍ وعَقِبٍ، وولدُهُ عمرٌو وهِشَام ابنَا العَاصِ بنِ وائلٍ، فكيفَ يَثْبُتُ لهُ البَتْرُ، وانْقِطَاعُ الوَلَدِ، وهوَ ذُو وَلَدٍ ونَسْلٍ؟ .فالجوابُ: أَنَّ العاصَ وَإِنْ كَانَ ذَا وَلَدٍ فقد انقَطَعَتِ العِصْمَةُ بينَهُ وبَيْنَهُمْ، فليسُوا بأتْبَاعٍ لَهُ؛ لأنَّ الإسلامَ قدْ حَجَزَهُمْ عنْهُ، فلا يَرِثُهُمْ ولا يَرِثُونَهُ، وهمْ مِنْ أتْبَاعِ مُحَمَّدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأزْوَاجُهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- أمَّهَاتُهُمْ، فهُم وجَمِيعُ المُؤْمنِينَ أتْبَاعُ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في الدنُّيا، وأتباعُهُ في الآخِرَةِ ليَسْقِيَهُمْ منْ حوضِهِ الكَوْثَرِ يوَم القِيَامَةِ، وَأَمَّا عدوُّ اللَّه العَاصُ بنُ وائِلٍ على هذا هُوَ الأبتَرُ على الحَقِيقةِ، إذْ قدِ انقطَعَ ذَنَبُهُ وأتْبَاعُهُ، وصارُوا تَبَعًا لمُحمَّد -صلى اللَّه عليه وسلم-.(٢) قال الحافظ في الفتح (٥/ ٤٢): القَيْنُ بفتحِ القافِ هو الحَدَّادُ، ثمَّ صارَ كل صَائِغٍ عندَ العَرَبِ قَينًا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute