للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ارْتِحَالُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ قُبَاءٍ وَأَوَّلُ جُمُعَةٍ صَلاهَا

وَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الجُمُعَةِ رَكِبَ رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رَاحِلَتَهُ، وَأَبُو بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه- رَدِفَهُ، وَأَرْسَلَ إِلَى مَلأٍ مِنْ بَنِي النَّجَارِ، فَجَاءُوا مُتَقَلِّدِي سُيُوفَهُمْ، فَسَارَ بِهِمْ نَحْوَ المَدِينَةِ، وَهُمْ مُحْدِقُونَ (١) بِهِ (٢).

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عِنْدَ البَيْهَقِيِّ فِي الدَّلَائِلِ: وَكَانَتِ الأَنْصَارُ قَدِ اجْتَمَعَتْ فتَلَقَّوْهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَبْلَ أَنْ يَرْكَبَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْفٍ، فَمَشَوْا حَوْلَ نَاقَتِهِ لَا يَزَالُ أَحَدُهُمْ ينَازعُ صَاحِبَهُ زِمَامَ النَّاقَةِ شُحًّا (٣) عَلَى كَرَامَةِ رَسُولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وَتَعْظِيمًا لَهُ (٤).

فَأَدْرَكَتِ الرَّسُولَ -صلى اللَّه عليه وسلم- صَلَاةُ الجُمُعَةِ فِي دِيَارِ بَنِي سَالِمِ بنِ عَوْفٍ،


(١) كل شيءٍ استدارَ بشيءٍ وأحاطَ به، فقد أحْدَق به. انظر لسان العرب (٣/ ٨٧).
(٢) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب مناقب الأنصار- باب هجرة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه إلى المدينة - رقم الحديث (٣٩٠٦) - وباب مقدم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه المدينة - رقم الحديث (٣٩٣٢) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٣٢٠٥) - (١٣٣١٨) - وابن إسحاق في السيرة (٢/ ١٠٨).
(٣) الشُّحُّ: هو أشدُّ البُخْل. انظر النهاية (٢/ ٤٠١).
أراد أن كل واحدٍ منهم بَخِلَ على صاحبِهِ في إكرَامِ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
(٤) انظر دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ٥٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>