للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَرِيَّةُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه- إِلَى تُرَبَةٍ (١)

وَفِي شَعْبَانَ سَنَةً سَبْعٍ لِلْهِجْرَةِ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه- في ثَلَاثِينَ رَاكِبًا إلى بَنِي نَضْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ بَكْرِ بنِ هَوَازِنَ، وَبَنِي جُشَمِ بنِ بَكْرِ بنِ هَوَازِنَ بِتُرَبَةٍ، فَخَرَجَ عُمَرُ -رضي اللَّه عنه-، وَمَعَهُ دَلِيلٌ مِنْ بَنِي هِلَالٍ، فَكَانُوا يَسِيرُونَ اللَّيْلَ وَيَكْمُنُونَ بِالنَّهَارِ، فَأَتَى الخَبَرُ هَوَازِنَ فَهَرَبُوا، وَجَاءَ عُمَرُ -رضي اللَّه عنه- إلى مَحَالِّهِمْ، فَلَمْ يَلْقَ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَانْصَرَفَ رَاجِعًا إلى المَدِينَةِ، فَلَمَّا كَانَ بِالجَدَدِ (٢) قَالَ لَهُ الدَّلِيلُ: هَلْ لَكَ في جَمْعٍ آخَرَ مِنْ خَثْعَمٍ جَاؤُوا سَائِرِينَ قَدْ أَجْدَبَتْ بِلَادُهُمْ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ -رضي اللَّه عنه-: مَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِهِمْ، إِنَّمَا أَمَرَنِي أَنْ أُقَاتِلَ هَوَازِنَ بِتُرَبةٍ، فَانْصَرَفَ عُمَرُ -رضي اللَّه عنه- رَاجِعًا إلى المَدِينَةِ (٣).

* * *


(١) تُرَبة: بضم التاء وفتح الراء: واد قرب مكة على يومين منها. انظر النهاية (١/ ١٨٢).
(٢) الجَدد: موضع في بلاد بني هذيل. انظر معجم البلدان (٣/ ٣٨).
(٣) انظر الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (٢/ ٣٠٨) - دلائل النبوة للبيهقي (٤/ ٢٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>