للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَتَعَالَى، وَكَانَتْ مدَّةُ غَيْبَتِهِ نَحْوًا مِنْ شَهْرٍ، وَفِي طَرِيقِ عَوْدَتِهِ حَدَثَتْ أَحْدَاث مِنْهَا:

* الحَادِثُ الأَوَّلُ: ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ:

كُلَّمَا أَشْرَفَ النَّاسُ عَلَى وَادٍ رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ؛ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَرْبِعُوا (١) عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا (٢)، وَهُوَ مَعَكُمْ"، قَالَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ -رضي اللَّه عنه-: وَأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَسَمِعَنِي، وَأَنَا أَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَقَالَ لِي: "يَا عَبْدَ اللَّهِ بنَ قَيْسٍ" (٣)، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "ألا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ"؟

قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي.

قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ" (٤).

* الحَادِثُ الثَّانِي: فَوَاتُ صَلَاةِ الفَجْرِ:

رَوَى الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي اللَّه عنه-، قَالَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-


(١) قال الحافظ في الفتح (١٢/ ٤٨٢): أربعوا: أرفقُوا ولا تُجْهِدُوا أنفسكم.
(٢) في رواية أخرى في صحيح البخاري: "سَمِيعًا بصيرًا".
(٣) هو اسم أَبِي مُوسَى الأشعري -رضي اللَّه عنه-.
(٤) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة خيبر - رقم الحديث (٤٢٠٢) - وأخرجه في كتاب الدعوات - باب الدعاء إذا علا عقبة - رقم الحديث (٦٣٨٤) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الذكر والدعاء والتوبة - باب استحباب خفض الصوت بالذكر- رقم الحديث (٢٧٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>