(٢) قال الإِمام ابن جرير الطبري في تفسيره (١/ ٤٨): أي أنزلنا إليك يا محمَّد عَلامَاتٍ واضِحَاتٍ دَالاتٍ على نبوتك، وتلك الآيات هي ما حَوَاه كتاب اللَّه من خَفَايَا عُلُوم اليهودِ، ومكنُون سَرَائِر أخبارِهِم، وأخبارِ أوائلهم من بني إسرائيل، والنَّبَأُ عما تضَمَّنَتْهُ كتُبُهم التي لم يكن يَعْلَمُهَا إلا أحبَارُهُم وعلماؤُهُم، وما حَرَّفه أوائِلُهم وأواخِرُهم وبدَّلوه من أحكامهم، التي كانت في التوراة، فأطْلَعها اللَّه في كتابه الذي أنزله على نبيه محمَّد -صلى اللَّه عليه وسلم-, فكان في ذلك من أمره الآياتِ البيناتِ لِمَن أنصَفَ نفسه، ولم يدعه إلى إهلاكها الحَسَد والبغي، إذ كان في فِطْرة كل ذِي فِطرة صحيحةٍ تصديقُ من أتى بمثلِ ما جاء به محمَّد -صلى اللَّه عليه وسلم- الآيات البيناتِ التي وَصَفت، من غيرِ تَعَلُّمٍ تَعَلم من بَشَرٍ، ولا أخذَ شيئًا منه عن آدمي. (٣) سورة البقرة آية (٩٩) - والخبر في سيرة ابن هشام (٢/ ١٦١).