للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شِرَاءُ عُثْمَانَ -رضي اللَّه عنه- لِبئْرِ رُومَةَ (١)

أخْرَجَ البَغَوِيُّ في مُعْجَمِ الصَّحَابَةِ مِنْ طَرِيقِ بِشْرِ بنِ بَشِيم الأَسْلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ المُهَاجِرُونَ المَدِينَةَ اسْتَنْكَرُوا المَاءَ، وَكَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ عَيْنٌ يكالُ لَهَا: رُومَةَ، وَكَانَ يَبِيعُ مِنْهَا القِرْبَةَ (٢) بِمُدٍّ (٣) فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تَبِيعُنِيهَا بِعَيْنٍ (٤) في الجَنَّةِ؟ ".

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ لِي وَلَا لِعِيَالِي غَيْرُهَا، فبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانُ -رضي اللَّه عنه- فَاشْترَاهَا بِخَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ أتى النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ: أتجْعَلُ لِي فِيهَا مَا جَعَلْتَ له؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ عُثْمَانُ: قَدْ جَعَلْتُهَا لِلْمُسْلِمِينَ (٥).

وفِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ في جَامِعِهِ، والطَّحَاوِيِّ في شَرْحِ مُشْكِلِ الآثَارِ، والإِمَامِ أَحْمَدَ في مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ -رضي اللَّه عنه- أَنَّهُ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- المَدِينَةَ، ولَيْسَ بِهَا مَاءٌ يُسْتَعْذَبُ غَيْرُ بِئْرِ رُومَةَ، فَقَالَ


(١) بِئْرُ رُومَةَ: بضم الراء: بئر بالمدينة اشتراها عثمان -رضي اللَّه عنه- وسَبَّلَها: أي جعلها وقفًا. انظر النهاية (٢/ ٢٥٤).
(٢) القِرْبَةُ: يُسْتَسْقَى بها، وتكُونُ مصنوعةً من اللَّبِن. انظر لسان العرب (١١/ ٨٦).
(٣) المُدُّ: أصل المُدِّ مقدّرٌ بأن يمُدَّ الرجل يديه فيَمْلَأَ كَفَّيْهِ طعامًا. انظر النهاية (٤/ ٢٦٣).
(٤) العَيْنُ: هي ينبُوع الماء الذي يَنْبُعُ من الأرض ويجري. انظر لسان العرب (٩/ ٥٠٦).
(٥) أخرجه البغوي في معجم الصحابة - والطبراني في المعجم الكبير - رقم الحديث (١٢٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>