للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِأَبِي بَكْرٍ: "وَأَنْتَ يَا أبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقُ"، فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ الصِّدِّيقَ (١).

قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ الثَّقَفِيُّ:

وَسُمِّيتَ صِدِّيقًا وَكُلُّ مُهَاجِرٍ ... سِوَاكَ يُسَمَّى بِاسْمِهِ غَيْرَ مُنْكَرِ

سَبَقْتَ إِلَى الإِسْلَامِ وَاللَّهُ شَاهِدٌ ... وَكُنْتَ جَلِيسًا بِالعَرِيشِ المُشَهَّرِ

وَبِالغَارِ إِذْ سُمِّيتَ بِالغَارِ صَاحِبًا ... وَكُنْتَ رَفِيقًا لِلنَّبِيِّ المُطَهَّرِ (٢)

* طَلَبُ قُرْيَشٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنْ يَصِفَ لَهُمْ بَيْتَ المَقْدِسِ:

قَالُوا: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصِفَ لَنَا بَيْتَ المَقْدِسِ، وَفِي القَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ البَلَدِ، وَرَأَى المَسْجِدَ.

فَقَامَ المُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ (٣) وَقَالَ: أنَا أعْلَمُ النَّاسِ بِبَيْتِ المَقْدِسِ، وَكَيْفَ


(١) أخرج ذلك الحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة - باب الأحاديث المشعرة بتسمية أبي بكر صديقًا -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٤٤٦٣) - وقال: صحيح الإسناد - ووافقه الذهبي - وانظر السلسلة الصحيحة للألباني - رقم الحديث (٣٠٦).
(٢) انظر الأبيات في كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر (٣/ ٩٤).
(٣) قلتُ ذكر البيهقي في دلائل النبوة (٢/ ٣٥٥) - وابن إسحاق في السيرة (٢/ ١٢) أن الذي قال لرَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: صِفْ لنا بيتَ المَقْدِسِ هو أبو بكر الصديق -رضي اللَّه عنه-، وهذا غير صحيح، بل الذي قال له: صِفْ لنا بيتَ المَقْدِسِ، هو المُطْعِمُ بن عدي، كما روى ذلك أبو يعلى في مسنده من حديث أم هانئ. وانظر فتح الباري (٧/ ٥٩٩) - (٩/ ٣٠٧).
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (٥/ ٢٧): ولا شَكَّ أن هذا الحديث الذي ساقَهُ البيهقي أعني الحديث المروي عن شَدَّادِ بن أَوْس مشتَمِلٌ على أشياء منها ما هو صحيح كما ذكره البيهقي ومنها ما هو منكرٌ: كالصلاة في بيتِ لَحْمٍ، وسؤال الصديق عن نعتِ بيت المقدس.

<<  <  ج: ص:  >  >>