للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-رضي اللَّه عنه-: فَوَاللَّهِ مَا أمَاطَ (١) رَجُلٌ مِنْهُمْ عَنْ مَوْضِعِ كَفَّيْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢).

وَأخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ أَبِي أيُّوبٍ الأَنْصَارِيِّ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: صَفَفْنَا يَوْمَ بَدْرٍ، فنَدَرَتْ مِنَّا نَادِرَةٌ (٣) أمَامَ الصَّفِّ، فنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: "مَعِي (٤) مَعِي" (٥).

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لَكِنْ يَشْهَدُ لَهُ الحَدِيثُ الذِي قَبْلَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: عَبَّأَنَا النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِبَدْرٍ لَيْلًا (٦).

* نزولُ النُّعَاسِ عَلَى الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ:

وَأَصَابَ المُسْلِمِينَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ النُّعَاسُ أَمَنَةً مِنَ اللَّهِ، فنَامُوا جَمِيعًا، فَكَانَتْ لَيْلَةً هَادِئَةً غَمَرَتْ قُلُوبَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ بِالثِّقَةِ، وَأَخَذُوا


(١) ما أمَاطَ: أي ما زَال وما بَعُد، والمَيْطُ: هو المَيْلُ والعُدُول. انظر جامع الأصول (٨/ ١٨١).
(٢) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب غزوة بدر - رقم الحديث (١٧٧٩) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٣٢٩٦).
(٣) فنَدَرَتْ مِنَّا نَادِرَة: أي تقدّم منا بعضُ المُقَاتلة أمام الصف. انظر لسان العرب (١٤/ ٩٠).
(٤) قال السندي في شرح المسند (١٣/ ٤٧٥): قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَعِي، مَعِي" أي كونوا معي، أي: في الموقف الذي أختَاره لكم بلا تقدّم وتأخّر عن ذلك.
(٥) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٣٥٦٧) - وحسن إسناده الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٣/ ٢٨٧).
(٦) أخرجه الترمذي في جامعه - كتاب الجهاد - باب ما جاء في الصف والتعبئة عند القتال - رقم الحديث (١٧٧٢) - وأورده ابن الأثير في جامع الأصول - رقم الحديث (٦٠٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>