للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولَمَّا لَقِيَ بَحِيرَا الرَّاهِبَ، قَالَ لَهُ بَحِيرَا: أسْأَلُكَ بِاللَّاتِ والعُزَّى إِلَّا أَخْبَرْتَنِي عَمَّا أسْأَلُكَ عَنْهُ، وكَانَ بَحِيرَا سَمعَ قَوْمَهُ يَحْلِفُونَ بِهِمَا، فقَالَ لهُ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا تَسْأَلْنِي بِحَقِّ اللَّاتِ والعُزَّى شَيْئًا، فَوَاللَّهِ مَا أَبْغَضْتُ شَيْئًا قَطُّ بُغْضِي لَهُمَا" (١).

وَرَوَى النَّسَائِيُّ في السُّنَنِ الكُبْرَى بِسَنَدٍ قَوِيٍّ عَنْ زَيْدِ بنِ حَارِثَةَ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: . . . كَانَ صَنَمَانِ مِنَ نُحَاسٍ يُقَالُ لَهُمَا: إسَافٌ، وَنَائِلَةُ يَتَمَسَّحُ بهِمَا المُشْرِكُونَ إِذَا طَافُوا (٢)، فَطَافَ رسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وطُفْتُ مَعَهُ، فلَمَّا مَرَرْتُ، مَسَحْتُ بِهِ، فقَالَ رسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا تَمَسَّهُ"، قَالَ زَيْدُ: فَطُفْنَا، فَقُلْتُ في نَفْسِي: لَأَمَسَّنَّهُ حتَّى أَنْظُرَ ما يَكُونُ، فَمَسَحْتُهُ، فَقَالَ رسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا تَمَسَّهُ، أَلمْ تُنْهَ؟ ".

قَالَ زَيْدٌ: فَوَالَّذِي أكْرَمَهُ، وأنْزَلَ عَلَيْهِ الكِتَابَ ما اسْتَلَمَ صَنَمًا قَطُّ حتَّى أكْرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بالذِي أَكْرَمَهُ، وأنْزَلَ عَلَيْهِ (٣).

* بُغِّضَ إلى رسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- الشِّعْرُ:

وكَذَلِكَ بُغِّضَ إِلَيْهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَوْلُ الشِّعْرِ (٤) فَلَمْ يُعْرَفْ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ شِعْرًا، أَوْ


(١) تقدَّم تخريج حديث بَحِيرا الرَّاهِب، وأنه صحيح.
(٢) يعنِي حَوْلَ الكَعْبَةِ.
(٣) أخرجه النسائي في السنن الكبري - كتاب المناقب - باب زيد بن عمرو بن نفيل - رقم الحديث (٨١٣٢) - والذهبي في السيرة النبوية (١/ ٧٣) وقال: هذا حديث حسن - وأورده الحافظ في الفتح (٤/ ٣٠٨) - وقوى إسناده.
(٤) روي الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٥٠٢٠) - والطيالسي في مسنده - رقم =

<<  <  ج: ص:  >  >>