للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَتَلُوهُ، وَأَصَابَ أحَدُهُمْ رِجْلِي بِسَيْفِهِ (١).

* مَقْتَلُ عُبَيْدَةَ بنِ سَعِيدِ بنِ العَاصِ:

أَخْرَجَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: لَقِيتُ يَوْمَ بَدْرٍ عُبَيْدَةَ بنَ سَعِيدِ بنِ العَاصِ، وَهُوَ مُدَجَّجٌ (٢) لَا يُرَى منهُ إِلَّا عَيْنَاهُ، وَهُوَ يُكْنَى: أبَا ذَاتِ الكِرْشِ، فَقَالَ: أنا أَبُو ذَاتِ الكِرْشِ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالعَنَزَةِ (٣)، فَطَعَنْتُهُ فِي عَيْنَيْهِ فَمَاتَ، قَالَ هِشَام: فَأُخْبِرْتُ أَنَّ الزُّبَيْرَ قَالَ: لَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلِي عَلَيْهِ، ثُمَّ تَمَطَّأْتُ (٤)، فَكَانَ الجَهْدُ أَنْ نَزَعْتُهَا وَقَدْ انْثَنَى طَرَفَاهَا، قَالَ عُرْوَةُ: فَسَأَلَهُ إِيَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَأَعْطَاهُ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أخَذَهَا، ثُمَّ طَلَبَهَا أَبُو بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه- فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه- سَأَلَهَا إِيَّاهُ عُمَرُ -رضي اللَّه عنه- فَأَعْطَاهُ، فَلَمَّا قُبِص عُمَرُ -رضي اللَّه عنه- أَخَدهَا، ثُمَّ طَلَبَهَا عُثْمَانُ -رضي اللَّه عنه- مِنْهُ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ -رضي اللَّه عنه-، وَقَعَتْ عِنْدَ آل عَلِيٍّ، فَطَلَبَهَا عَبْدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيْرِ فَكَانَتْ عِنْدَهُ حَتَّى قُتِلَ (٥).


(١) أخرج قصة مقتل أمية بن خلف البخاري في صحيحه - كتاب الوكالة - باب إذا وكّل المسلم حربيا في دار الحرب - رقم الحديث (٢٣٠١) - وابن إسحاق في السيرة (٢/ ٢٤٢).
(٢) مُدَجَّج: أي عليه سلاحٌ تَامٌّ، سُمي به، لأنه يَدِجُّ: أي يمشي رُوَيدًا لثقله، وقيل: لأنه يتغطى به، من دَجَّجَت السماء: إذا تَغَيَّمَت. انظر النهاية (٢/ ٩٦).
(٣) العَنَزَةُ: هي عَصا قَدْرَ نصف الرُّمح أو أكبر شيئًا، فيها سِنَان مثل سنان الرمح. انظر النهاية (٣/ ٢٧٨).
(٤) تَمَطَّأت: أي تَمَدَّد، أراد أنه سحبها بقوة حتى تمدد. انظر النهاية (٤/ ٢٨٩).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب (١٢) - رقم الحديث (٣٩٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>