للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلِيٌّ -رضي اللَّه عنه-، فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ صَدَقنَا الذِي كَانَ حَدَّثنَا، فَسَأَلُوهُ: أَيْنَ صَاحِبُكَ؟

فَقَالَ: لَا أَدْرِي (١).

فَجُنَّ جُنُونُ قُرَيْشٍ حِينَمَا تَبَيَّنَ لَهَا خُرُوجُ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَصَاحِبِهِ، وَصَارُوا يَهِيمُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ طَلَبًا لَهُ، وَجَعَلُوا لِمَنْ يَأْتِي بِالنَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَصَاحِبِهِ مُكَافَأَةً ضَخْمَةً قَدْرُهَا مِائَةُ نَاقَةٍ (٢) لِمَنْ يَأْتِي بِهِمَا إِلَى قُرَيْشٍ حَيَّيْنِ أَوْ مَيْتَيْنِ (٣).

* أَبُو جَهْلٍ لَعَنَهُ اللَّهُ يَلْطِمُ أَسْمَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:

قَالَ ابنُ إِسْحَاقَ: فَحُدِّثْتُ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَأَبُو بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه-، أَتَانَا نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فِيهِمْ أَبُو جَهْلٍ ابنُ هِشَامٍ، فَوَقَفُوا عَلَى بَابِ أَبِي بَكْرٍ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا: أَيْنَ أَبُوكِ يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ؟


= في الخبر أنهم هَمُّوا بالوُلوج عليه -أي الدخول عليه- فصاحَتِ امرأة من الدار، فقال بعضهم لبعض: واللَّه إنها للسُّبَّةُ في العرب أن يتحدث عنا أنَّا تسَوَّرْنَا الحيطان على بَنَاتِ العَمِّ، وهتَكْنَا سِرَّ حُرْمَتِنَا، فهذا الذي أقامهم بالبابِ، حتى أصبَحُوا ينتظرون خروجَهُ، ثم طُمِسَتْ أبصَارُهُمْ عنه حين خَرَجَ.
(١) انظر سيرة ابن هشام (٢/ ٩٧) - الروض الأنف (٢/ ٣٠٨).
(٢) قلتُ: مائةُ ناقةٍ في زماننا ثَرْوَةٌ عظيمَةٌ، فما بالكم في ذلك الزمن.
(٣) قِصَّةُ المكافأةِ لمن يأتي برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وصَاحِبِهِ: أخرَجَهَا البخاري في صحيحه - كتاب مناقب الأنصار - باب هجرة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه إلى المدينة - رقم الحديث (٣٩٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>