كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

غزوة بني قريظة - * خروج الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى بني قريظة - ج: 3 - ص: 200

وَالتَّبْكِيرِ بِهَا (١)، وَأَنَّ مَنْ فَاتَتْهُ، فَقَدْ وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ (٢)، أَوْ قَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ (٣)، فَالذِي جَاءَ فِيهَا أَمْرٌ لَمْ يَجِئْ مِثْلُهُ فِي غَيْرِهَا، وَأَمَّا الْمُؤَخِّرُونَ لَهَا، فَغَايَتُهُمْ أَنَّهُمْ مَعْذُورُونَ، بَلْ مَأْجُورُونَ أَجْرًا وَاحِدًا لِتَمَسُّكِهمْ بِظَاهِرِ النَّصِّ، وَقَصْدِهِمْ امْتِثَالَ الْأَمْرِ، وَالذِينَ صَلُّوا فِي الطَّرِيقِ، جَمَعُوا بَيْنَ الْأَدِلِّةِ، وَحَصَّلُوا الْفَضِيلَتَيْنِ فَلَهُمْ أَجْرَانِ (٤).

* خُرُوجُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ:

خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ -رضي اللَّه عنه-، وَأَعْطَى الرَّايَةَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رضي اللَّه عنه-، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِمَجَالِسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قُرَيْظَةَ، فَقَالَ لَهُمْ: "هَلْ مَرَّ بِكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ "، قَالُوا: مَرَّ عَلَيْنَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ تَحْتَهُ قَطِيفَةُ دِيبَاجٍ، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَيْسَ ذَلِكَ بِدِحْيَةَ وَلَكِنَّهُ جِبْرِيلُ أُرْسِلَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ لِيُزَلْزِلَهُمْ، وَيَقْذِفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ" (٥).

---

(١) أخرج الإمام البخاري في صحيحه - رقم الحديث (٥٥٣) عن بُرَيْدَةَ -رضي اللَّه عنه- قال: بكِّروا بصلاة العصر.
(٢) أخرج الإمام البخاري في صحيحه - رقم الحديث (٥٥٢)، والإمام مسلم في صحيحه - رقم الحديث (٦٢٦) عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أن رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "الذي تفوته صلاة العصر كأنما وُتِر أهله وماله".
(٣) أخرج الإمام البخاري في صحيحه - رقم الحديث (٥٥٣) عن بريدة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله".
(٤) زاد المعاد (٣/ ١١٨ - ١١٩).
(٥) أخرج ذلك الحاكم في المستدرك - كتاب المغازي والسرايا - باب نزول جبريل عليه السلام في صورة دحية الكلبي -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٤٣٨٨) - وأخرجه البيهقي في =