للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنْ هَذِهِ الطَّائِفَةِ: هُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ (١).

وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: إنْ لَمْ يَكُونُوا أَهْلَ الحَدِيثِ فَلَا أَدْرِي مَنْ هُمْ (٢).

وقاَل النَّوَوِيُّ في شَرْحِ مُسْلِمٍ: ويُحْتَمَلُ أَنَّ هَذِهِ الطَّائِفَةَ مُفَرَّقَةٌ بَيْنَ أنْوَاعِ المُؤْمِنِينَ، مِنْهُمْ: شُجْعَانٌ مُقَاتِلُونْ، ومِنْهُمْ فُقَهَاءُ، ومِنْهُمْ مُحَدِّثُونَ، ومِنْهُمْ زُهَّادُ، وآمِرُونَ بالمَعْرُوفِ ونَاهُونَ عَنِ المُنْكَرِ، ومِنْهُمْ أَهْلُ أنْوَاعٍ أُخْرَى مِنَ الْخَيْرِ، ولا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونُوا مُجْتَمِعِينَ، بَلْ قَدْ يَكُونُونَ مُتَفَرِّقِينَ في أَقْطَارِ الأَرْضِ (٣).

قُلْتُ: وَالَّذِي انْتَهَى إِلَيْهِ الْإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ هُوَ الصَّوَابُ الَّذِي لَا مَحِيدَ عَنْهُ.

* ظُهُورُ النَّجْمِ:

رَوَى ابنُ إسْحَاقَ في السِّيرَةِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ حَسَّانَ بنِ ثَابِتٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: واللَّهِ إنِّي لَغُلَامٌ يَفَعَةٌ (٤) ابنُ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ، أعْقِلُ كُلَّ مَا سَمِعْتُ، إذْ سَمِعْتُ


= قول اللَّه تَعَالَى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ} [النحل: ٤٠]- رقم الحديث (٧٤٥٩) (٧٤٦٠) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الإمارة - باب قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تزالُ طائفةٌ من أمتِي ظاهِرِينَ على الحَقِّ" - رقم الحديث (١٩٢٠) (١٩٢١).
وانظر كلام الحافظ ابن كثير في تفسيره (١/ ٤٤٤).
(١) انظر صحيح البخاري - كتاب الاعتصام - باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تزالُ طائفةٌ من أمتِي ظاهِرِينَ على الحَقِّ".
(٢) أخرجه الحاكم في علوم الحديث، فيما قاله الحافظ في الفتح (١٥/ ٢٢٧): وإسناده صحيح.
(٣) انظر صحيح مسلم بشرح النووي (١٣/ ٥٧).
(٤) أيْفَعَ الغُلامُ: إذا شَارَفَ الاحْتِلَامَ ولمَّا يَحْتَلِمْ. انظر النهاية (٥/ ٢٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>