للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَنْهَاهُمْ عَنْ مباطَنَتِهِمْ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً (١) مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (١١٨) هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ (٢) مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (٣).

قَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَاتِ: يَقُولُ تَبارَكَ وتَعَالَى نَاهِيًا عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ عَنِ اتِّخَاذِ المُنَافِقِينَ بِطَانَةً، أيْ يُطْلِعُونَهُمْ عَلَى سَرَائِرِهِمْ وَمَا يُضْمِرُونَهُ (٤) لِأَعْدَائِهِمْ، والمُنَافِقُونَ بِجُهْدِهِمْ وَطَاقَتِهِمْ لَا يَأْلُونَ المُؤْمِنِينَ خَبَالًا، أيْ: يَسْعَوْنَ في مُخَالفَتِهِمْ ومَا يَضُرُّهُمْ بِكُلِّ مُمْكِنٍ، وبِمَا يَسْتَطِيعُونَهُ مِنَ المَكْرِ والخَدِيعَةِ، ويَوَدُّونَ مَا يُعْنِتُ (٥) المُؤْمِنِينَ ويُخْرِجُهُمْ وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ (٦).

* أسْئِلَتُهُمُ الرَّسُولَ -صلى اللَّه عليه وسلم- ومَا نَزَلَ مِنَ القُرْآنِ فِيهِمْ:

وكَانَ اليَهُودُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لَا لِيَعْرِفُوا الحَقَّ، وَإِنَّمَا تَكَبُّرًا


(١) بِطَانَةُ الرجل: خاصَّتُهُ، وصاحب سِرِّه وداخلةُ أمره الذي يُشاوره في أحواله. انظر النهاية (١/ ١٣٥).
(٢) الأنامِلُ: هي رؤوس الأصابع. انظر لسان العرب (١٤/ ٢٩٥).
(٣) سورة آل عمران آية (١١٨ - ١١٩) - والخبر في سيرة ابن هشام (٢/ ١٧١).
(٤) أضْمَرْتُ الشيء: أخْفَيْتُهُ. انظر لسان العرب (٨/ ٨٥).
(٥) العَنَتُ: المشَقَّة والفساد والهَلاك. انظر النهاية (٣/ ٢٧٧).
(٦) انظر كلام الحافظ ابن كثير رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى في تفسيره (٢/ ١٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>