للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَسُولُ اللَّهِ: "كَلَّا وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلةَ التِي أَصَابَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ المَغَانِمِ، لَمْ تُصِبْهَا المَقَاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ (١) عَلَيْهِ نَارًا"، فَجَاءَ رَجُلٌ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِشِرَاكٍ (٢)، أَوْ شِرَاكَيْنِ، فَقَالَ: هَذَا شَيْءٌ كُنْتُ أَصَبْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "شِرَاكٌ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ" (٣).

قُلْتُ: وَقَدْ شَدَّدَ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي أَمْرِ الغُلُولِ فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَمْرِو بنِ شُعَيْب عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الغُلُولُ عَارٌ وَنَارٌ وَشَنَارٌ (٤) عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ" (٥).

* تَعْبِئَةُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَصْحَابَهُ لِلْقِتَالِ:

ثُمَّ عَبَّأَ (٦) رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَصْحَابَهُ لِلْقِتَالِ، وَصَفَّهُمْ، وَدَفَعَ لِوَاءَهُ إلى سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ -رضي اللَّه عنه-، وَرَايَةً إلى الحبابِ بنِ المُنْذِرِ -رضي اللَّه عنه-، وَرَايَةً إلى سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ


(١) في رواية أخرى في صحيح مسلم - رقم الحديث (١١٥): لتلتهب.
(٢) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٨/ ٢٧٢): الشراك: بكسر الشين وتخفيف الراء: هو سَيْرُ النعل على ظَهْرِ القدم.
(٣) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة خيبر - رقم الحديث (٤٢٣٤) - وأخرجه في كتاب الإيمان والنذور - باب هل يدخل في الأيمان والنذور الأرض والمغنم والزرع - رقم الحديث (٦٧٠٧) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الإيمان - باب غلظ تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون - رقم الحديث (١١٥).
(٤) الشنار: بفتح الشين: العيب والعار. انظر النهاية (٢/ ٤٥٠).
(٥) أخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٦٧٢٩).
(٦) عبَّأت الجيش: أي رتبتهم في مواضعهم وهيَّأتهم للحرب. انظر النهاية (٣/ ١٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>