للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَى بَعْضِ العُلَمَاءِ (١).

ورَوَى الطَّحَاوِيُّ في شَرْحِ مُشْكِلِ الآثَارِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ مَسْأَلةً وَدِدْتُ أنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ، قُلْتُ: أَيْ رَبِّ قَدْ كَانَتْ قَبْلِيَ الأنْبِيَاءُ، مِنْهُمْ مَنْ سَخَّرْتَ لَهُ الرِّيحَ، ثُمَّ ذَكَرَ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى، ثُمَّ ذَكَرَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومِنْهُمْ ومِنْهُمْ يَذْكُرُ مَا أُعْطُوا.

قَالَ: أَلَمْ أَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَيْتُ؟ قُلْتُ: بَلَى، أَيْ رَبِّ.

قَالَ: أَلَمْ أَجِدْكَ ضَالًّا فَهَدَيْتُ؟ قلتُ: بلَى، أيْ رَبِّ.

قَالَ: ألَمْ أَجِدْكَ عَائِلًا (٢) فأَغْنَيْتُ؟ قلتُ: بلَى، أيْ رَبِّ.

قَالَ: ألَمْ أشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ، وَوَضَعْتُ عَنْكَ وِزْرَكَ؟

قلْتُ: بَلَى، أَيْ رَبِّ" (٣).

* مَرَاتبُ الوَحْي وَشِدَّةُ نُزُولِهِ:

لِلْوَحْيِ مَرَاتِبُ شَتَّى بَعْضُهَا أَيْسَرُ مِنْ بَعْضٍ:

إحْدَاهَا: الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ، وَكَانَتْ مَبْدَأَ وَحْيِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا


(١) وانظر فتح الباري (٩/ ٧٢٧)، والبداية والنهاية (٣/ ٢١).
(٢) العَائِلُ: الفَقِيرُ. انظر لسان العرب (٩/ ٥٠٢).
(٣) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (٣٩٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>