قلتُ: في هذا الحَصْر نَظَرٌ، فقد ثبتَ أن هناك من تَكلم في المَهْدِ غير هؤلاء الأربعة، فمنهم: الذي كان يَرضع من أمه، فمَرَّ به رجل راكبٌ ذو شارَةٍ -أي صاحب هَيئَةٍ ومَنْظرٍ ومَلْبَسٍ حسن يُتَعجب منه ويُشار إليه-، فقالت أمه: اللهم اجعل ابنِي مِثله، فتركَ ثَدْيَهَا، وأقبلَ إليه فنظر، فقال: اللهم لا تجعلنِي مثله، ثمَّ أقبل علي ثَدْيِهَا يَمُصُّهُ، ثم مَرَّ بأَمةٍ وهو يضربونها، ويقولون: زنت، سرقت، فقالت: اللهم لا تجعل ابنِي مثل هَذِهِ، فتركَ ثَدْيَهَا، فقال: اجعَلْنِي مِثْلَهَا. فقالت: لِمَ ذَاكَ؟ فقال: الرَّاكب جبَّارٌ من الجبابرةِ، وهذه الأمة يقولونَ: سَرَقَتْ وزَنَيَتْ ولم تَفْعَل. وقد أخرج ذلك البخاري في صحيحه - رقم الحديث (٣٤٣٦) - ومسلم في صحيحه - رقم الحديث (٢٥٥٠). ومنهم الصبي الذي طَرَحَتْهُ أمه في الأُخْدُودِ، وقد أخرج قصته الإِمام مسلم في صحيحه - رقم الحديث (٣٠٠٥). (٢) انظر تفسير الطبري (٨/ ٨) - دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ٣٩٨).