كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

حجة الوداع من بدايتها إلى نهايتها - * حديث عروة بن مصرس الطائي -رضي الله عنه - ج: 4 - ص: 528

وَجَمْعٌ (١) كُلُّهَا مَوْقِفٌ" (٢).

* حَدِيثُ عُرْوَةَ بْنِ مُصرِّسٍ (٣) الطَّائِيِّ -رضي اللَّه عنه-:

وَهُنَاكَ سَأَلَ عُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّسٍ الطَّائِيُّ -رضي اللَّه عنه- رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَهُوَ بِمُزْدَلِفَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُ مِنْ جَبَلَيْ طَيْءٍ، أَكْلَلْتُ (٤) مَطِيَّتِي (٥)، وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي، وَاللَّهِ مَا ترَكْتُ مِنْ حَبْلٍ، إِلَّا وَقَفْتُ عَلَيْهِ، فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ .

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ شَهِدَ مَعَنَا هَذِهِ الصَّلَاةَ -صَلَاةَ الفجْرِ بِالْمُزْدَلِفَةِ- وَوَقَفَ مَعَنَا حَتَّى نَدْفَعَ، وَقَدْ وَقَفَ بِعَرَفَةَ قَبْلَ ذَلِكَ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا، فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ وَقَضَى تَفَثَهُ (٦) ".

---

= انظر النهاية (٤/ ٥١).
(١) جَمْعٌ: هي المزدلفة، وتقدم ذلك.
(٢) أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٣٤٨) - وأبو داود في سننه - كتاب المناسك - باب الصلاة بجمع- رقم الحديث (١٩٣٥) وإسناده حسن.
(٣) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٤/ ٣٤٥): مُضَرِّس: بضم الميم وفتح الضاد وتشديد الراء المكسورة.
(٤) أَكْلَلْتُ: أَتْعَبْتُ. انظر لسان العرب (١٢/ ١٤٢).
(٥) الْمَطِيَّةُ: بفتح الميم هي الناقة التي يُركب مَطاها، أي ظهرها. انظر النهاية (٤/ ٢٩٠).
(٦) التفث: المناسك. انظر تفسير ابن كثير (٥/ ٤١٧).
ومنه قوله تَعَالَى في سورة الحج آية (٢٩): {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}.
والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٦٢٠٨) - والطحاوي في =