للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غَنَمٍ، فَيُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنَ العِشَاءِ فَيَبِيتَانِ -أَيْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَأَبُو بَكْرٍ- فِي رِسِلٍ (١).

ثُمَّ يَسْرَحُ عَامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ -رضي اللَّه عنه- فَيُصْبِحُ فيِ رِعْيَانِ النَّاسِ كَبَائِتٍ، فَلَا يُفْطَنُ بِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثِ فِي الغَارِ (٢).

وَكَانَ عَامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ -رضي اللَّه عنه- يَتْبَعُ بِغَنَمِهِ أَثَرَ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بَعْدَ ذَهَابِهِ إِلَى مَكَّةَ لِيُعْفِي (٣) عَلَيْهِ (٤).

* دَوْرُ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:

وَكَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (٥) تَأْتيهِمَا بِالطَّعَامِ.


(١) رِسْل: بكسر الراء: أي اللبن الطري. انظر فتح الباري (٧/ ٦٤٦).
(٢) أخرج ذلك: البخاري في صحيحه - كتاب مناقب الأنصار- باب هجرة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه إلى المدينة - رقم الحديث (٣٩٠٥) - وأخرجه في كتاب اللباس - باب التقنّع - رقم الحديث (٥٨٠٧) - وأخرجه ابن حبان في صحيحه - كتاب التاريخ - فصل في هجرته -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المدينة - رقم الحديث (٦٢٧٩).
(٣) عَفَا الأثر: أي دَرَس وانْمَحى. انظر النهاية (٣/ ٢٤٠).
(٤) انظر سيرة ابن هشام (٢/ ١٠٠).
(٥) قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه اللَّه تعالى في كتابه رجال من التاريخ ص ٣٧: هذه السيِّدة أبوها عظيمٌ، وزوجُها عظيم، وابنُهَا عظيم، وهي عَظِيمة في مَوَاهبها ومَوَاقِفها، عظيمة في نفسها وفي أعمالها.
سيدة شارَكَتْ في أجَلِّ الأحدَاثِ، في السِّلْم وفىِ الحَرْبِ. سيدة كانت ربَّة بيتٍ صبرت على مُرِّهِ ولم تَبْطَرْ بِحُلْوِهِ، سيدة كان لها من نُبْل القلب، وكِبَر العقل، وثَبَات الأعصاب، ما لم يكن مثله إلا للقليل من عُظماء الرجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>