للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* إِسْلَامُ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ -رضي اللَّه عنه-:

وَبَيْنَمَا الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي قُبَاءَ، قَدِمَ عَلَيْهِ سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ -رضي اللَّه عنه-، وَقِصَّتُهُ -رضي اللَّه عنه- طَوِيلَةٌ فِي بَحْثِهِ عَنِ الحَقِيقَةِ، وَعَنِ الدِّينِ الحَقِّ، وَلْنَتْرُكَ سَلْمَانَ -رضي اللَّه عنه- يُحَدِّثُنَا عَنْ قِصَّةِ إِسْلَامِهِ، يَقُولُ سَلْمَانُ -رضي اللَّه عنه-: كُنْتُ رَجَلًا فَارِسِيًّا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ (١) مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا: جَيُّ، وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ (٢) قَرييهِ، وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حبَسَنِي فِي بَيْتِهِ كَمَا تُحْبَسُ الجَارِيَةُ، وَاجْتَهَدْتُ فِي المَجُوسِيَّةِ (٣) حَتَّى كُنْتُ قَطِنَ النَّارِ (٤) الذِي يُوقِدُهَا لَا يَتْرُكُهَا تَخْبُو (٥) سَاعَةً، قَالَ: وَكَانَتْ لِأَبِي ضَيْعَةٌ (٦) عَظِيمَةٌ، قَالَ: فَشُغِلَ فِي بُنْيَانٍ لَهُ يَوْمًا، فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ، إِنِّي قَدْ شُغِلتُ فِي بُنْيَانِ هَذَا اليَوْمِ عَنْ ضَيْعَتِي، فَاذْهَبْ فَاطَّلِعْهَا، وَأَمَرَنِي


= أخرج قصة هجرة صهيب -رضي اللَّه عنه-: الحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة -رضي اللَّه عنهم- باب ذكر هجرة صهيب بن سنان - رقم الحديث (٥٧٥٣) - (٥٧٥٩) - وابن حبان في صحيحه - كتاب إخباره -صلى اللَّه عليه وسلم- عن مناقب الصحابة -رضي اللَّه عنهم- باب ذكر صهيب بن سنان -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٧٠٨٢) - والإمام أحمد في فضائل الصحابة - رقم الحديث (١٥٠٩) - والبيهقي في دلائل النبوة (٢/ ٥٢٢) وإسناده بمجموع طرقه صحيح.
(١) أصبَهَان: هي مدينةٌ في إيران.
(٢) الدِّهْقَان: بكسر الدال وضمِّها: رئيس القرية. انظر النهاية (٢/ ١٣٥).
(٣) المَجُوسِيَّة: يعبُد أصحابها النار.
(٤) قَطِنَ النار: أي خَازِنَهَا وخادِمَها: أراد أنه كان لازِمًا لها لا يُفارقها، من قطن في المكان إذا لزمه. انظر النهاية (٤/ ٧٥).
(٥) خَبِئَت النار: خَمَدَت. انظر لسان العرب (٤/ ٦).
(٦) ضَيْعَة الرجل: ما يكونُ منه معاشِهِ، كالصَّنْعة والتجارةِ والزراعة وغير ذلك. انظر النهاية (٣/ ٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>