للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَتْ: فَلَمَّا لَمْ أَرَ عِنْدَهُ شَيْئًا احْتَجَزْتُ (١)، ثُمَّ أَخَذْتُ عَمُودًا، ثُمَّ نَزَلْتُ مِنَ الْحِصْنِ إِلَيْهِ، فَضَرَبْتُهُ بِالْعَمُودِ حَتَّى قتَلْتُهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى الْحِصْنِ، فَقُلْتُ: يَا حسَّانُ انْزِلْ إِلَيْهِ فَاسْلُبْهُ (٢) فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعُنِي مِنْ سَلْبِهِ إِلَّا أَنَّهُ رَجُلٌ، قَالَ: مَا لِي بِسَلْبِهِ مِنْ حَاجَةٍ (٣).

* اشْتِدَادُ الْحِصَارِ وَسَعْيُ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى مُصَالَحَةِ غَطفانَ:

وَلَمَّا اشْتَدَّ عَلَى النَّاسِ الْبَلَاءُ وَالْحِصَارُ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى عُيَيْنَةَ بْنِ


= وقال ابنُ عبد البرِّ في الاستيعاب (١/ ٤٠٥): وقال أكثرُ أهل الأَخبارِ والسِّيَرِ: إِنَّ حسانًا كان من أجبنِ النَّاس، وذكروا من جُبْنِهِ أشياءً مُسْتَشْنَعَةً، كَرِهْتُ ذِكْرَهَا لِنَكَارَتِها، ولَوْ كان حقًّا ما قَالُوا من أنَّه كَانَ جَبَانًا لهُجِيَ به.
قلتُ: وَأَمَّا مَوْقِفُهُ -رضي اللَّه عنه- هذا معَ صفيَّةَ وعَدَمُ قتلِهِ لليهودي، فإنَّ ذلك كان بسببِ عجزِهِ لِكِبَرِ سِنِّهِ -رضي اللَّه عنه-.
قال ابن إسحاق: إن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قدمَ المدينةَ ولِحَسَّانٍ سِتونَ سنةً، فيكون عمره خمسة وستون سنة يوم الخندق.
وقال الحافظ في الإصابة (٢/ ٥٦): والجمهور على أنه عاش مائة وعشرين سنة.
(١) احْتَجَزَ الرجلُ بالإِزَارِ: إذا شَدَّهُ على وَسَطِهِ. انظر النهاية (١/ ٣٣٢).
(٢) السَّلْبُ: هو ما يأخذُهُ أحدُ القَرينَيْنِ في الحربِ من قَرينِهِ ممَّا يكون عليه ومعه مِنْ سِلاح وثياب ودابة وغيرِها، انظر النهاية (٢/ ٣٤٨).
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة - باب ذكر شجاعة صفية يوم الخندق - رقم الحديث (٦٩٥٢) - وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: عُرْوَةُ لم يُدْرِكْ صَفِيَّةَ - وأورده الحافظ في الفتح (٦/ ٣٧٨) - وقوى إسناده، وعزَاهُ إلى الإمام أحمد في المسند، ولم أجده في المسند المطبوع - وأخرجه ابن إسحاق في السيرة (٣/ ٢٥٢) - وابن سعد في طبقاته (٨/ ٢٦٣) - والبيهقي في دلائل النبوة (٣/ ٤٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>