للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِهِمَا ثَنِيَّةَ العَائِرِ، عَنْ يَمِينِ رَكُوبَةِ، حَتَّى هَبَطَ بِهِمَا بَطْنَ رِئْمٍ، ثُمَّ قَدِمَ بِهِمَا قُبَاءَ عَلَى بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْفٍ (١).

* أَحْدَاثٌ جَرَتْ فِي الطَّرِيقِ إِلَى المَدِينَةِ:

رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ وَالإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: أَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى المَدِينَةِ، وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ (٢)، وَأَبُو بَكْرٍ شَيْخٌ (٣) يُعْرَفُ وَنَبِيُّ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- شَابٌّ (٤) لَا يُعْرَفُ، قَالَ: فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ


(١) أخرج ذلك الحاكم في المستدرك - كتاب الهجرة - باب ذكر مقامات مرور النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عند الهجرة - رقم الحديث (٤٣٣١) - وابن إسحاق في السيرة (٢/ ١٠٥) وإسناده حسن.
(٢) قال الحافظ في الفتح (٢/ ٩١): كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أردَفَهُ تَشْرِيفًا له وتَنْوِيهًا بِقَدْرِه، وإلا فقد كان لأبي بكر ناقةٌ هاجَرَ عليها.
(٣) قال الحافظ في الفتح (٧/ ٦٦٤): يريد أنه قد شاب، وقوله: يُعرف، لأن أبا بكر -رضي اللَّه عنه- كان يمُرُّ على أهل المدينة في سفر التجارة، بخلاف النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فإنه كان بعيد العهد بالسفر من مكة.
قلتُ: ويؤيِّد قولَ الحافظ ما رواه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٢٢٣٤) بسند صحيح على شرط مسلم عن أنس -رضي اللَّه عنه- قال: . . . وكان أبو بكر يُعرف في الطريق لاخِتَلافه إلى الشام.
(٤) قال الحافظ في الفتح (٧/ ٦٦٤): ظاهره أن أبا بكر -رضي اللَّه عنه- كان أسن من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وليس كذلك، فقد ثبت في صحيح مسلم - رقم الحديث (٢٣٥٢) - عن معاوية -رضي اللَّه عنه- قال: "مات أبو بكر -رضي اللَّه عنه- وهو ابن ثلاث وسِتِّين"، وكان قد عاش بعد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سنتين وأشهرًا، فيلزم على الصحيح في سن أبي بكر أن يكون أصغَرَ من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بأكثر من سَنَتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>