للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَأْمُرُنِي أَنْ أَذْهَبَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ" (١).

ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مُنَادِيًا يُنَادِي فِي النَّاسِ: "أَلَا لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ".

وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْإِمَامِ مُسْلِمٍ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ "الظُّهْرَ"، بَدَلَ "الْعَصْرَ" مَعَ اتِّفَاقِ الْبَخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ شَيْخٍ وَاحِدٍ بِإِسْنَادٍ وَاحِدٍ (٢).

* اخْتِلَافُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فِي أَمْرِ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم-:

فَأَخَذَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ بِظَاهِرِ الْأَمْرِ، فَلَمْ يُصَلُّوا الْعَصْرَ حَتَّى جَاؤُوا بَنِي


= وكان يُضرب به المثل في حسن الصورة، وكان جبريل عليه السلام كثيرًا ما يأتي رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بصورته -رضي اللَّه عنه-.
وعاش دحية الكلبي -رضي اللَّه عنه- إلى خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي اللَّه عنه-. انظر الإصابة (٢/ ٣٢١).
(١) أخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب المغازي والسرايا - باب نزول جبريل عليه السلام في صورة دحية الكلبي -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٤٣٨٨) - وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (٤/ ٩).
قَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ في البداية والنهاية (٤/ ٥٠١): ولهذا الحديث طرق جيدة عن عائشة وغيرها.
(٢) قال الإمام الذهبي في السِّيرة النَّبوِيَّة (١/ ٥٠٦): كأنه وَهْم.
وَقَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٨/ ١٦٩): جمع بعض العلماء بين الروايتين باحتمال أن يكون بعضهم قبل الأمر كان قد صلى الظهر، وبعضهم لم يصلها، فقيل لمن لم يصلها: لا يصلين أحد الظهر، ولمن صلاها لا يصلين أحد العصر، وجمع بعضهم باحتمال أن تكون طائفة منهم راحت بعد طائفة، فقيل للطائفة الأولى الظهر، وقيل للطائفة التي بعدها العصر.
قال الحافظ: وكلاهما جمع لا بأس به.

<<  <  ج: ص:  >  >>