للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: إِنَّ آخِرَ كَلَامٍ كَلَّمَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، إِذِ اسْتَعمَلَنِي عَلَى الطَّائِفِ، فَقَالَ: "خَفِّفِ الصَّلَاةَ عَلَى النَّاسِ" حَتَّى وَقَّتَ لِي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (١)، وَأَشْبَاهها مِنَ الْقُرآنِ (٢).

قَالَ الدُّكْتُورُ مُحَمَّدُ أَبُو شَهْبَةَ رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى: وَكَانَتْ تِلْكَ حِكْمَةً بَالِغَةً مِنَ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَإِنَّ قَوْمًا رَغِبُوا (٣) أَنْ يتَحَلَّلُوا مِنَ الصَّلَاةِ يَنْبَغِي أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمْ فِي الصَّلَاةِ حَتَّى لَا يَسْأَمُوا (٤)، وَلَعَلَّ فِي هَذَا بَلَاغًا لِلَّذِينَ يُنَفِّرُونَ النَّاسَ أَوْ بَعضَهُم بِإِطَالَةِ الصَّلَاةِ (٥).

* شَكْوَى عُثْمَانَ -رضي اللَّه عنه-:

جَاءَ عُثْمَانُ -رضي اللَّه عنه- يَوْمًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، بَعْدَ أَنِ اسْتعمَلَهُ، يَشْكُو إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي، يُلَبِّسُها عَلَيَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ذَاكَ شَيْطَان يُقَالُ لَهُ خِنْزَبُ (٦)، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْهُ، وَاتْفُلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا".


(١) سورة العلق آية (١).
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٧٩١٦).
(٣) رَغِبَ: إذا حَرِصَ على الشيء، وطمع فيه. انظر لسان العرب (٥/ ٢٥٤).
(٤) السّاَمَةُ: المَللُ والضجرُ. انظر النهاية (٢/ ٢٩٦).
(٥) انظر السِّيرة النَّبوِيَّة في ضوء القرآن والسنة (٢/ ٥٣٠).
(٦) قال الإمام النووي في شرح مسلم (١٤/ ١٥٩): خِنْزَبُ: بكسر الخاء وسكون النون.

<<  <  ج: ص:  >  >>