قال الحافظ في الفتح (٧/ ٦٩٠) بعدَ أن سَاقَ بعض الآثار فيها مُؤَاخَاةُ الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- لعلي -رضي اللَّه عنه- قال رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وإذا انْضَمَّ هذا إلى ما تقَدَّمَ تَقْوَّى به. وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٣/ ٢١٤): أما مُؤَاخَاةُ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وعلي -رضي اللَّه عنه-، فإن منَ العُلَمَاء من يُنْكِرُ ذلك ويَمْنع صِحَّته، ومُسْتَنَدُهُ في ذلك أن هذه المُؤاخاة إنما شُرِعت لأجلِ ارْيفَاقِ بعضهم من بعض، وليتألفَ قُلوب بعضهم على بعضٍ، فلا مَعْنى لِمُؤاخاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لأحدٍ منهم، ولا مُهَاجري لِمُهَاجري آخر كما ذكره من مُؤَاخاة حَمْزة وزيد بن حَارِثَةَ، اللهم إِلَّا أن يكون النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يجعل مَصْلَحَة علي -رضي اللَّه عنه- إلى غيره، فإنَّه كان مِمَّن ينفق عليه رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- من صِغَره في حياةِ أَبيه أبي طالب، وكذلك يكونُ حَمْزَةُ قد الْتَزَم بمصالحِ مولاهم زيدِ بن حارثةَ، فآخاهُ بهذا الاعتبارِ، واللَّه أعلم. (٢) أخرج قصَّة مؤاخاة حمزة -رضي اللَّه عنه- وزيد بن حارثة: البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب عمرة القضاء - رقم الحديث (٤٢٥١).