للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ شَيْبَةُ: فتَقَدَّمْتُ أَمَامَهُ، أَضْرِبُ بِسَيْفِي، واللَّهُ يَعلَمُ أنَي أُحِبُّ أَنْ أَقِيَهُ بِنَفْسِي، وَلَوْ لَقِيتُ تِلْكَ السَّاعَةَ أَبِي لَوْ كَانَ حَيًّا لَأَوْقَعتُ بِهِ السَّيْفَ، فَجَعَلْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-.

فَلَمَّا انْهَزَمَ المُشْرِكُونَ، وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى مُعَسْكَرِهِ، وَدَخَلَ خِبَاءَهُ، دَخَلَ عَلَيْهِ شَيْبَةُ محبًا لِرُؤْيَةِ وَجْهِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَسُرُورًا بِهِ، فَلَّما رَآه رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قَالَ له: "يَا شَيْبُ! الذِي أَرَادَ بِكَ اللَّه خَيْرًا مِمَّا أَرَدتَ بِنَفْسِكَ"، ثُمَّ حَدَّثَهُ شَيْبَةُ بِكُل مَا أَضْمَرَهُ فِي نَفْسِهِ مِمَّا لَمْ يَكُنْ ذَكَرَهُ لِأَحَدٍ قَطُّ، ثُمَّ قَالَ شَيْبَةُ: فَإِنِّي أَشْهدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّهُ، وَأَنّكَ رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ -صلى اللَّه عليه وسلم-: استِغْفِر لِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "غَفَرَ اللَّهُ لَكَ" (١).

* رُجُوعُ المُسْلِمِينَ وَانْهِزَامُ الكُفَّارِ:

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِعَمِّهِ العَبَّاسِ -رضي اللَّه عنه-، وَكَانَ رَجُلًا صَيِّتًا (٢): "يا عَبَّاسُ! نَادِ أَصْحَابَ السَّمُرَةِ" (٣).


(١) أخرج قِصَّة شيبة: ابن أبي خيثمة عن مصعب النميري - وابن إسحاق في السيرة (٤/ ٩٤) بمعناه - وكذا أخرجه ابن سعد في طبقاته (٨/ ٥٠٩) عن الواقدي - وكذا ساقه البغوي بإسناد آخر عن شيبة - وأبو نعيم في دلائل النبوة (١/ ١٩٥) - والبيهقي في دلائل النبوة (٥/ ١٤٥) وفي سنده أبو بكر الهذلي، وهو متروك.
(٢) صَيِّتًا: أي شديد الصوت عاليه. انظر النهاية (٣/ ٦٠).
(٣) أخرج ذلك مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب في غزوة حنين - رقم الحديث (١٧٧٥) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٧٧٥).
قال الإمام النووي في شرح مسلم (١٢/ ٩٨): السَّمُرة: بفتح السين وضم الميم: وهي =

<<  <  ج: ص:  >  >>