للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا مُنَافَاةَ بَيْنَهُمَا، فيجْمَعُ بِأنَّهُمْ لَمَّا قَالُوا لا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ، سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَمَّنْ يَخْتَصُّ بِمُلْكِهِ مِنْهُمْ فَعَيَّنُوا لَهُ الغُلَامَيْنِ فَابْتَاعَهُ مِنْهُمَا، فَحِينَئِذٍ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الذِينَ قَالُوا لَهُ لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ تَحَمَّلُوا عَنْهُ لِلْغُلَامَيْنِ بِالثَّمَنِ (١).

* كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصَلِّي؟ :

وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يصَلِّي قَبْلَ بِنَاءِ مَسْجِدِهِ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ، ويُصَلِّي في مَرَابِضِ الغَنَمِ (٢).

وَكَانَ في ذَلِكَ المِرْبَدِ قُبُورٌ لِلْمُشْرِكِينَ، وفيهِ خِرَبٌ (٣) ونَخْلٌ، فَأَمَرَ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِقُبُورِ المُشْرِكِينَ فنبِشَتْ، وبالخِرَبِ فَسُوِّيَتْ، وبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ، فَصَفُّوا النَّخْلَ في قِبْلَةِ المَسْجِدِ، وَكَانَتِ القِبْلَةُ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ، وجَعَلُوا عِضَادَتَيْهِ (٤) حِجَارَةً (٥).


(١) انظر فتح الباري (٢/ ٩١) (٧/ ٦٥٨).
(٢) قال الإِمام النووي في شرح مسلم (٥/ ٨): هي مَبَاركها ومواضع مَبِيتِهَا ووضعها أجسادها على الأرض للاستِرَاحة.
وأخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب الوضوء - باب أبوالِ الإبل والدوابِّ والغنمِ ومَرَابِضِهَا - رقم الحديث (٢٣٤) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب ابتِنَاء مسجد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رقم الحديث (٥٢٤) (١٠).
(٣) الخِرَب: بكسر الخاء وفتح الراء، وهو الموضع المَحْرُوث للزراعة. انظر النهاية (٢/ ١٨).
(٤) قال الحافظ في الفتح (٧/ ٦٨٤): عِضَادَتَيْهِ بكسر العين وتخفيف المعجمة ثَنِيَّةُ عِضَادَة، وهي الخَشَبة التي على كتفِ الباب، ولكل باب عِضَادَتَانِ.
(٥) أخرج ذلك كله: البخاري في صحيحه - رقم الحديث (٤٢٨) (٣٩٣٢) - وأخرجه مسلم - رقم الحديث (٥٢٤) (٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>