وأما قول ابن التين: يُحملُ قولُ زيدِ بن أرقم على أن العُشَيْرَة أول ما غزا هو، أي زيد بن أرقم، فقلت: ما أول غزوةٍ غزاها -أي وأنت معهُ-؟ قال: العُشَيْرُ، فهو محتمل أيضًا، ويكون قد خَفِيَ عليه ثنتان مما بعد ذلك، أو عَدَّ الغزوتين واحدة، فقد قال موسى بن عُقبة: قاتل رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بنفسه في ثمانٍ: بدرٍ، ثم أُحد، ثم الأحزاب، ثم المُصْطَلق، ثم خَيبر، ثم مكة، ثم حنين، ثم الطائف. وأهمل غزوةَ قريظة؛ لأنه ضمَّها إلى الأحزاب لكونها في أثَرِها، وأفردَهَا غيره لوُقُوعها منفردَةً بعد هَزِيمة الأحزاب، وكذا وقَعَ لغيرهِ عَدُّ الطائف وحنين واحدةً لتقاربهما، فيجتمع على هذا قول زيد بن أرقم وقول جابر رضي اللَّه عنهما. وقد توسَّع ابن سعد في طبقاته (٢/ ٢٥١) فبلغ عِدّة المغازي التي خَرج فيها رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بنفسه سبغا وعشرين، وتبع في ذلك الواقدي، وهو مطابِق لما عده ابن إسحاق إلا أنه لم يُفرد وادِي القرى من خَيْبر، أشار إلى ذلك السُّهيلي، وكأن السِّتة الزائدة من هذا =