للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِسْلامُ أبِي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ -رضي اللَّه عنه-

الذِي يَظْهَرُ أَنَّ إسْلَامَ أَبِي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ، واسْمُهُ جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ -رضي اللَّه عنه-، تَأَخَّرَ بَعْدَ البِعْثَةِ بِعِدَّةِ سَنَوَاتٍ كَمَا سَأُبَيِّنُ ذَلِكَ، وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ فِي طَبَقَاتِهِ (١) مِنْ أَنَّهُ -رضي اللَّه عنه- أسْلَمَ فِي بِدَايَةِ الدَّعْوَةِ السِّرِّيَّةِ، فَفِيهِ نَظَرٌ.

وَكَانَ -رضي اللَّه عنه- يَبْحَثُ عَنِ الحَقِّ، وقِصَّةُ إسْلَامِهِ -رضي اللَّه عنه- أخْرَجَهَا الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا مَعَ تَغَايُرٍ بَيْنَهُمَا.

* رِوَايَةُ الإِمَامِ مُسْلِمٍ وأحْمَدَ (٢) واللَّفْظُ لِأَحْمَدَ:

قَالَ أَبُو ذَرٍّ -رضي اللَّه عنه-: خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارٍ. . . أنا وأخِي أُنيْسٌ، وأُمُّنَا، . . . فقَالَ أُنَيْسٌ: إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ، فاكْفِنِي حتَّى آتِيَكَ.

قَالَ: فَانْطَلَقَ فَرَاثَ (٣) عَلَيَّ، ثمَّ أتانِي، فقُلْتُ: ما حبَسَكَ؟

قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أرْسَلَهُ عَلَى دِينِكَ.

فقُلْتُ: مَا يَقُولُ النَّاسُ لَهُ؟


(١) انظر الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (٤/ ٤٣١).
(٢) قَدَّمْتُ رواية الإمام مسلم والإمام أحمد على رواية البخاري، لأن فيهَا تَفْصِيلًا أكثر.
(٣) رَاثَ: أي أبْطَأَ. انظر النهاية (٢/ ٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>