للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابْنُ قَمِئَةَ، فَدَخَلَتْ حَلَقَاتٌ مِنْ حِلَقِ المِغْفَرِ (١) في وَجْنَتِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَقْمَاكَ (٢) اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" (٣).

وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَدْفَعُ هَؤُلَاءِ المُشْرِكِينَ، فَسَقَطَ في حُفْرَةٍ مِنَ الحُفَرِ التِي كَانَ أَبُو عَامِرٍ الفَاسِقُ قَدْ حَفَرَهَا لِيَقَعَ فِيهَا المُسْلِمُونَ، فَجُحِشَتْ (٤) رُكبَتَاهُ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَأَخَذ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ -رضي اللَّه عنه- بِيَدِهِ، وَرَفَعَهُ حَتَّى اسْتَوَى قَائِمًا (٥).

رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ، وَالطَّحَاوِيُّ في شَرْحِ مُشْكِلِ الآثَارِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ دَمُّوا (٦) وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ، وَهَشَمُوا (٧) عَلَيْهِ البَيْضَةَ، وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ" (٨).

* اسْتِجَابَةُ اللَّهِ تَعَالَى دَعْوَةَ نَبِيِّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-:

وَقَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى دَعْوَةَ نَبِيِّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في ابْنِ قَمِئَةَ، فَإِنَّهُ لَمَّا انْصَرَفَ مِنْ ذَلِكَ اليَوْمِ إِلَى أَهْلِهِ خَرَجَ إِلَى غَنَمِهِ، فَوَجَدَهَا عَلَى ذُرْوَةِ جَبَلٍ،


(١) المِغْفَر: ما يلبسه الدارع علي رأسه. انظر النهاية (٣/ ٣٣٦).
(٢) أقمَاهُ: أذَلَّه. انظر لسان العرب (١١/ ٣١١).
(٣) انظر سيرة ابن هشام (٣/ ٨٩) - الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (٢/ ٢٧٠).
(٤) جُحِشَتْ: خُدِشَت. انظر النهاية (١/ ٢٣٣).
(٥) انظر سيرة ابن هشام (٣/ ٨٩).
(٦) قال الحافظ في الفتح (٨/ ١٢٣): دَمُّوا بتشديد الميم: أي جرحُوه حَتَّى خرَجَ منه الدم.
(٧) هَشَمَ: كَسَر. انظر النهاية (٥/ ٢٢٨).
(٨) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب ما أصاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الجراح يوم أُحد - رقم الحديث (٤٠٧٣) (٤٠٧٤) - وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (٤٩١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>