للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزُّبَيْرِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا فِيهِ؟ قُلْتُ: فِيهِ فَلَّةٌ (١) فُلَّهَا يَوْمَ بَدْرٍ. قَالَ: صَدَقْتَ بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الكَتَائِبِ (٢).

* بُطُولَةُ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ -رضي اللَّه عنه-:

أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قِيلَ لِسَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ -رضي اللَّه عنه-: مَتَى أُجِبْتَ الدَّعْوَةَ؟ قَالَ: يَوْمَ بَدْرٍ، كُنْتُ أَرْمِي بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَأَضَعُ السَّهْمَ فِي كَبِدِ القَوْسِ، ثُمَّ أَقُولُ: اللَّهُمَّ زَلْزِلْ أقْدَامَهُمْ، وَأَرْعِبْ قُلُوبَهُمْ، وَافْعَلْ بِهِمْ وَافْعَلْ، فَيَقُولُ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ" (٣).

وَأَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ سَعْدًا يُقَاتِلُ يَوْمَ بَدْر قِتَالَ الفَارِسِ وَالرَّاجِلِ (٤).


(١) فَلّه: بفتح الفاء: أي كسرت قطعة من حده. انظر النهاية (٣/ ٣٢٤).
(٢) قال الحافظ في الفتح (٨/ ٣٠): هذا شطر من بيت مشهور من قصيدة مشهورةٍ للنابِغَة الذُّبْيَانِي يقول فيها:
ولا عَيْبَ فيهم غيرَ أن سُيُوفَهُم ... بِهِنَّ فُلُولٌ من قِرَاع الكَتَائِبِ
وهو من المدح في معرض الذَمِّ؛ لأن الفَلَّ في السيف نَقْص حِسِّيٌّ، لكنه لما كان دليلًا على قُوَّةِ ساعد صاحبه كان من جملة كماله.
والخبرُ أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب قتل أبي جهل - رقم الحديث (٣٩٧٣).
(٣) أورده الهيثمي في المجتمع (٩/ ١٥٣) وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.
(٤) الرَّاجلُ: أي الماشي. انظر النهاية (٢/ ١٨٨).
والخبر أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة - رقم الحديث (١٣١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>