بينما جعل الإِمام البخاري في صحيحه (٨/ ٤٦٩) رسالةَ الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى كِسْرَى في أعقاب غزوة تبوك في العام التاسع الهجري. قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٨/ ٤٧٣): وفي إيراد هذا الحديث -أي حديث إرسال الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- الكتاب لِكِسْرى- آخر هذا الباب إشارة إلى أن إرسال الكتب إلى المُلُوكِ كان في سنة غزوة تبوك، ولكن لا يدفع ذلك قول من قال: إنه كاتبَ المُلُوكَ في سنةِ الهُدْنَةِ كقَيْصَر، والجمعُ بين القولين أنه كَاتَبَ قَيْصَرَ مرتين، وهذه المرة الثانية قد وقع التصريح بها في مسند الإِمام أحمد - رقم الحديث (١٥٦٥٥)، وكاتب النجاشي الذي أسلم وصَلَّى عليه لمَّا مات، ثم كاتب النجاشي الذي وَليَ بعده وكان كافرًا، وقد روى مسلم في صحيحه - رقم الحديث (١٧٧٤) - من حديث أنس -رضي اللَّه عنه- أنه قال: كتَبَ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى كل جبَّار يدعوهم إلى اللَّه، وسمَّى منهم: كسرى، وقيصر، والنجاشي، قال: وليس بالنجاشي الذي صلَّى عليه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.