للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وَفَاةُ زَيْنَبَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا:

وَتُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا سَنَةَ عِشْرِينَ لِلْهِجْرَةِ، في خِلَافَةِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه- وَهِيَ ابْنَةُ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَكَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَوْتًا بَعْدَهُ، وَصَلَّى عَلَيْهَا عُمَرُ -رضي اللَّه عنه-، وَدُفِنَتْ بِالبَقِيعِ.

أَخْرَجَ الإِمَامُ مَالِكٌ في المُوَطَّأِ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ عَنْ رَبِيعَةَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ الهُدَيْرِ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه- يَقْدُمُ النَّاسَ أَمَامَ الجَنَازَةِ في جَنَازَةِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (١).

وَأَخْرَجَ الطَّحَاوِيُّ فِي شَرْحِ مُشْكِلِ الآثارِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبْزَى (٢) قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه- عَلَى زَيْنَبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِالمَدِينَةِ، فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبعًا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ مَنْ تَأْمُرْنَ أَنْ يُدْخِلَهَا القَبْرَ؟


= والحديث أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الفضائل - باب فضل عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - رقم الحديث (٢٤٤٢) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٤٥٧٥).
(١) أخرجه الإمام مالك في الموطأ - كتاب الجنائز - باب المشي أمام الجنازة - وأورده ابن الأثير في جامع الأصول - رقم الحديث (٨٦٠٨).
(٢) عبد الرحمن بن أبْزَى: صحابي صغيرٌ، وكان في عهد عُمر -رضي اللَّه عنه- رجلًا، روى مسلم في صحيحه - رقم الحديث (٨١٧) عن نافع بن الحارث أنه لقي عمر -رضي اللَّه عنه- بِعُسْفان، وكان عمر -رضي اللَّه عنه- يستعمله علي مكة، فقال: من استعملت علي أهل الوادي؟ فقال: ابن أبزى، قال: ومن ابن أبزى؟ قال: مولى من موالينا، قال: فاستخلفت عليهم مولى؟ ! . قال: إنه قارئٌ لكتاب اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، وإنه عالمٌ بالفرائضِ، قال عُمَرُ -رضي اللَّه عنه-: أما إن نبيكم -صلى اللَّه عليه وسلم- قد قال: "إِنَّ اللَّه يرفَعُ بهذا الكِتَاب أقْوَامًا ويضَعُ به آخَرِين".

<<  <  ج: ص:  >  >>