للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسْلامُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ (١) -رضي اللَّه عنه-

ثُمَّ أيَّدَ اللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعَالَى الإِسْلَامَ والمُسْلِمِينَ بإِسْلامِ الفارُوقِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ العَدَوِيِّ -رضي اللَّه عنه-، وَكَانَ رَجُلًا مَعْرُوفًا بِحِدَّةِ الطَّبْعِ وقُوَّةِ الشَّكِيمَةِ، وَكَانَ مِنْ أشَدِّ النَّاسِ عَداوَةً للمُسْلِمِينَ، وطالَما لَقُوا مِنْهُ ألْوانَ الْأذَى حتَّى يَئِسُوا مِنْ إسْلامِهِ.

* دُعاءُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه-:

رَوَى الإِمامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ، وابْنُ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلامَ بِأَحَبِّ


(١) هو عُمَرُ بن الخَطَّابِ بنِ نُفَيْل القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ، أبو حفصٍ، أميرُ المؤمنينِ، كَانَ فِي أوَّلِ الأَمْرِ شَدِيدًا عَلى المُسلمِينَ، ثُمَّ أسلمَ، فَكَانَ إسلامُهُ فتحًا لَهُمْ، وفَرَجًا لهم من الضِّيقِ.
قال ابن مسعود -رضي اللَّه عنه-: ما عبَدْنا اللَّه جَهْرًا حتَّى أسلمَ عُمَرُ.
ويكفِي في فَضْلِهِ -رضي اللَّه عنه- ما جاء في الصحيح: أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- رَأى الناسَ وعليهِمْ قُمُصٌ، منهَا مَا يبلُغُ الثَّدْيَ، ومنها دونَ ذلك، ورأى عمرَ فإذا عليه قَمِيصٌ يَجُرهُ، فأوَّلَهُ الدِّين، ورأى أنه أُتي له بِقَدَحٍ من لبنٍ، فشربَ وأعطى فضْلَهُ عُمَرَ، وأوَّلَهُ العِلْمَ.
كانت خلافتُه -رضي اللَّه عنه- عشرَ سنينَ وستةَ أشهرٍ، ضرَبَهُ أَبُو لؤْلُؤَةَ المجُوسي قبَّحه اللَّه لأربعٍ بَقِينَ من ذي الحجة، ومكَثَ ثَلاثًا وتُوفي، وقُبِرَ مع رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأبِي بكر، تُوفي وهو ابنُ ثمان أو تسع وخمسون سنة. انظر تهذيب التهذيب (٣/ ٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>