للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* بَعْثُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ -رضي اللَّه عنه- إِلَى أُكَيْدَرَ (١) دُوْمَةَ (٢):

وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ -رضي اللَّه عنه-، فِي أَرْبَعِمِائَةٍ وَعِشْرِينَ فَارِسًا إِلَى أُكَيْدَرَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بَدُوْمَةِ الْجَنْدَلِ، وَكَانَ رَجُلًا مِنْ كِنْدَةَ قَدْ مَلَكَهُمْ، وَكَانَ نَصْرَانِيًّا، وَقَالَ له رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّكَ سَتَجِدُهُ يَصِيدُ الْبَقَرَ".

فَخَرَجَ خَالِدٌ -رضي اللَّه عنه- حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ حِصْنِ أُكَيْدَرَ بِمَنْظَرِ الْعَيْنِ، وَكَانَتْ لَيْلَةً مُقْمِرَةً صَائِفَةً، وَهُوَ عَلَى سَطْحٍ لَهُ، وَمَعَهُ امْرَأتُهُ، فَجَاءَتِ الْبَقَرُ تَحُكُّ بِقُرُونِهَا بَابَ قَصْرِهِ، فَقَالَتْ له امْرَأَتُهُ: هَلْ رَأَيْتَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ؟

قَالَ: لَا وَاللَّهِ، قَالَتْ: فَمَنْ يَتْرُكُ هَذه؟

قَالَ: لَا أَحَدَ، فَنَزَلَ، فَأَمَرَ بِفَرَسِهِ فَأُسْرِجَ لَهُ، وَرَكِبَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فِيهِمْ أَخٌ له يُقَالُ لَهُ: حَسَّانٌ، فَلَمَّا خَرَجُوا تَلَقَّتْهُمْ خَيْلُ خَالِدٍ -رضي اللَّه عنه-، فَاسْتَأْسَرَ أُكَيْدَرَ، وَقَاتَلَ أَخُوهُ حَسَّانٌ حَتَّى قُتِلَ، وَهَرَبَ مَنْ كَانَ مَعَهُمَا، فَدخَلَ الْحِصْنَ، وَأَجَارَ خَالِدٌ أُكَيْدَرَ مِنَ الْقَتْلِ حَتَّى يَأْتِيَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَى أَنْ يَفْتَحَ له دُوْمَةَ


= الطهارة - باب فضل الوضوء - رقم الحديث (١٠٥٠).
(١) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٥/ ٥٥٢): أُكَيْدَر بضم الهمزة، تصغير أكدر.
قال ابن الأثير في أسد الغابة (١/ ١٣٤): أُكيدر بن عبد الملك صاحب دُومة الجندل. . صالح رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على الجزية، ولم يُسلم، وهذا لا اختلاف بين أهل السير فيه، ومن قال: إنه أسلم، فقد أخطأ خطأ ظاهرًا، . . . فلا ينبغي أن يُذكر في الصحابة، وقد قتله خالد بن الوليد -رضي اللَّه عنه- في خلافة أبي بكر الصديق -رضي اللَّه عنه-.
قلتُ: وجزم الحافظ في الإصابة (١/ ٣٨١) أنه لم يُسلم.
(٢) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٥/ ٥٥٢): دُوْمَةُ بضم الدال وسكون الواو، وهي دُوْمَةَ الجندل، مدينة بقرب تبوك بها نخل وزرع وحصن، على عشرة مراحل من المدينة، وثمان من دمشق.

<<  <  ج: ص:  >  >>