للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَنْهُمْ، وَيُحَدِّدُ المَكَانَ الذِي كَانُوا فِيهِ، وَالهَيْئَةَ التِي كَانُوا عَلَيْهَا حِينَ اسْتَحَقُّوا هَذَا الرِّضَى: {إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}. . . يَسْمَعُونَ هَذَا مِنْ نَبِيِّهِمُ الصَّادِقِ المَصْدُوقِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَى لِسَانِ رَبِّهِ العَظِيمِ الجَلِيلِ.

يَاللَّهِ! كَيْفَ تَلَقَّوْا -أُولَئِكَ السُّعَدَاءُ- تِلْكَ اللَّحْظَةَ القُدْسِيَّةَ وَذَلِكَ التَّبْلِيغَ الإِلَهِيَّ؟ التَّبْلِيغَ الذِي يُشِيرُ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ، في ذَاتِ نَفْسِهِ، وَيَقُولُ لَهُ: أَنْتَ. أَنْتَ بِذَاتِكَ. يُبَلِّغُكَ اللَّهُ. لَقَدْ رَضِيَ عَنْكَ. وَأَنْتَ تُبَايِعُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ! وَعَلِمَ مَا في نَفْسِكَ. فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْكَ (١).

* مَصِيرُ الشَّجَرَةِ:

أَمَّا الشَّجَرَةُ التِي تَمَّتِ الْبَيْعَةُ تَحْتَهَا فَقَدْ أَخْفَاهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَنِ النَّاسِ، فَقَدْ رَوَى الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا -وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ- عَنْ سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- تَحْتَ الشَّجَرَةِ (٢)، فَقَالَ: انْطَلَقْنَا في قَابِلٍ (٣) حَاجِّينَ، فَخَفِيَ (٤) عَلَيْنَا مَكَانُهَا، فَإِنْ كَانَتْ بُيَّنَتْ لَكُمْ، فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ (٥).


(١) انظر في ظلال القرآن (٦/ ٣٣٢٦) لسيد قطب رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
(٢) زاد الإمام أحمد في مسنده: بيعة الرضوان.
(٣) أي في العام القادم.
وفي رواية أخرى في صحيح البخاري، قال المسيب: فلما خرجنا من العام المقبل.
(٤) وفي رواية أخرى في صحيح البخاري، قال المسيب: نَسِينَاها.
وفي رواية ثالثة عند الإمام أحمد في مسنده، قال: فَعَمي.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة الحديبية - رقم الحديث =

<<  <  ج: ص:  >  >>