(٢) قال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه فقه السيرة ص ١٥٣: إِنَّ هذِهِ الوثيقَة تدُلُّ على مدى العَدَالَةِ التي اتَّسَمَتْ بها مُعاملة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لليهود، ولقد كان بالإمكان أن تُؤْتي هذه المسألة العَادِلَة ثِمارها فيما بين المسلمين واليهود، لو لم تَتَغَلَّبْ على اليهود طبيعتهم من حُبٍّ للمَكر، والغَدْرِ، والخَدِيعَة، فما هي إلا فترةٌ وجيزةٌ حتى ضَاقُوا ذَرْعًا بما تضمَّنَتْه بنُودُ هذه الوثيقَةِ التي التزمُوا بها، فخرجوا على الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- والمسلمين بألوانٍ من الغَدْرِ والخِيَانَةِ كما سنفصِّل ذلك، فكان المسلمون بذلك في حِلٍّ بما التزموا به تِجَاهَهُم.