للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ" (١)، ثُمَّ نَدَبَ (٢) أَصْحَابَهُ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فتَصَدَّى لَهُمْ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه- فِي رَهْطٍ (٣) مِنَ المُهَاجِرِينَ، فَقَاتَلُوهُمْ وَرَمَوْهُمْ بِالحِجَارَةِ حَتَّى أَهْبَطُوهُمْ مِنَ الجَبَلِ (٤).

* تَغْشِيَةُ النُّعَاسِ لِلْمُؤْمِنِينَ:

ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ عَلَى المُسْلِمِينَ، حِينَ اشتَدَّ عَلَيْهِمُ الخَوْفُ، فَمَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ نَائِمٌ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ} (٥).

رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ تَغَشَّاهُ النُّعَاسُ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى سَقَطَ سَيْفِي مِنْ يَدِي مِرَارًا، يَسْقُطُ وَآخُذُهُ، وَيَسْقُطُ فَآخُذُهُ (٦).

وَرَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صحِيحِهِ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، . . . وَلقدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبِي


(١) أخرج ذلك الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب استحباب الدعاء بالنصر - رقم الحديث (١٧٤٣) - وابن إسحاق في السيرة (٣/ ٩٦).
(٢) ندبتَهُ: أي بعثَتُه ودعَوْتَهُ فأجَاب. انظر النهاية (٥/ ٢٩).
(٣) الرهط من الرجال: ما دُون العشرة. انظر النهاية (٢/ ٢٥٧).
(٤) انظر سيرة ابن هشام (٣/ ٩٦).
(٥) سورة آل عمران آية (١٥٤).
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب (٢١) - رقم الحديث (٤٠٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>