للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْ بدَايَةِ غَزْوَةِ أُحُدٍ إِلَى نِهَايَتِهَا

غَزْوَةُ أُحُدٍ (١)

غَزْوَةُ أُحُدٍ لَمْ تَكُنْ مَعْرَكَةً في المَيْدَانِ وَحْدَهُ، إِنَّمَا كَانَتْ مَعْرَكَةً كَذَلِكَ في الضَّمِيرِ. . . كَانَتْ مَعْرَكَةً مَيْدَانُهَا أَوْسَعُ المَيَادِينِ؛ لِأَنَّ مَيْدَانَ القِتَالِ فِيهَا لَمْ يَكُنْ إِلَّا جَانِبًا وَاحِدًا مِنْ مَيْدَانِهَا الهَائِلِ الذِي دَارَتْ فِيهِ. . . مَيْدَانُ النَّفْسِ البَشَرِيَّةِ، وَتَصَوُّرَاتُهَا وَمَشَاعِرُهَا، وَأَطْمَاعُهَا وَشَهَوَاتُهَا، وَدَوَافِعُهَا وَكَوَابِحُهَا، عَلَى العُمُومِ. . . وَكَانَ القُرْآنُ هُنَاكَ يُعَالِجُ هَذه النَّفْسَ بِأَلْطَفِ وَأَعْمَقِ، وَبِأَفْعَلِ وَأَشْمَلِ مَا يُعَالِجُ المُحَارِبُونَ أَقْرَانَهُمْ في النِّزَالِ (٢).

* وَقْتُهَا:

حَدَثَتْ غَزْوَةُ أُحُدٍ نَهَارَ يَوْمِ السَّبْتِ لِلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالَ مِنَ السَّنَةِ


(١) قال الإِمام السهيلي في الرَّوْض الأُنُف (٣/ ٢٤٠): أُحدٌ الجبل المعروف بالمدينة، سُمي بهذا الاسم لتوحُّدِه وانقطاعه عن جبال أُخر هنالك.
وقد جاءت أحاديث في فضل جبلِ أُحد، منها ما أخرجه البخاري في صحيحه - رقم الحديث (٤٠٨٣) - ومسلم في صحيحه - رقم الحديث (١٣٩٣) - عن أنس -رضي اللَّه عنه- قال: نَظَرَ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى أُحد فقال: "إن أُحدًا جبل يحبُّنَا ونحِبُّه".
قال الإِمام النووي في شرح مسلم (٩/ ١٣٨): قيل: معناهُ يحبُّنا أهله وهم أهل المدينة ونحبُّهم، والصحيح أنه على ظاهره، وأن معناه يحبّنا هو بنفسه، وقد جعل اللَّه فيه تَمْيِيزًا.
(٢) في ظلال القرآن (١/ ٤٥٧) لسيد قطب رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.

<<  <  ج: ص:  >  >>