* المُطْعِمُونَ مِنْ قُرَيْشٍ:
وَكَانَ المُطْعِمُونَ لِجَيْشِ الكُفَّارِ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، وَهُمُ: العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، عُتْبَةُ بنُ رَبِيعَةَ، الحَارِثُ بنُ نَوْفَلٍ، وَطُعَيْمَةُ بنُ عَدِيٍّ، أَبُو البَخْتَرِيِّ بنَ هِشَامٍ، حَكِيمُ بنُ حِزَامٍ، النَّضْرُ بنُ الحَارِثِ، أَبُو جَهْلِ بنُ هِشَامٍ، أُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ، نُبَيْهًا وَمُنبَّهًا ابْنَي الحَجَّاجِ بنِ عَامِرٍ، سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو.
وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَنْحَرُ كُلَّ يَوْمٍ عَشْرَةً أَوْ تِسْعَةً مِنَ الإِبِلِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ نَحَرَ لَهُمْ حِينَ خَرَجُوا مِنْ مَكَّةَ أَبُو جَهْلِ بنُ هِشَامٍ لَعَنَهُ اللَّهُ، وَفِيهِمْ أنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} (١).
قَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ: رَوَى مُجَاهِدٌ، وَسَعِيدُ بنُ جُبيْرٍ، وَالحَكَمُ بنُ عُتْيْبَةَ، والسُّدِّيُّ، وابْنُ أَبْزِي: أَنَّهَا نَزَلَتْ في أَبِي سُفْيَانَ وَنَفَقَتِهِ الأَمْوَالَ في أُحُدٍ لِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ: نَزَلَتْ في أَهْلِ بَدْرٍ.
ثُمَّ قَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ: وَعَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ، فَهِيَ عَامَّةٌ، وَإِنْ كَانَ سَبَبُ نُزُور لهَا خَاصًّا، فَقَدْ أخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ الكُفَّارَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ اتِّباعِ طَرِيقِ الحَقِّ، فَسَيَفْعَلُونَ ذَلِكَ، ثُمَّ تَذْهَبُ أمْوَالُهُمْ، {ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ
(١) سورة الأنفال آية (٣٦) - وانظر الخبر في سيرة ابن هشام (٢/ ٢٧٦) - دلائل النبوة للبيهقي (٣/ ١٠٩ - ١١٠).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute