للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ الحَافِظُ في الإصَابَةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ زَوْجُ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأوَّلُ مَنْ صَدَّقَتْ ببعْثَتِهِ مُطْلَقًا (١)

وَقَالَ ابنُ إسْحَاقَ: وآمَنَتْ به خدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ، وصَدَّقَتْ بِمَا جَاءَهُ مِنَ اللَّهِ، ووَازَرَتْهُ عَلَى أمْرِهِ، وكانَتْ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وبِرَسُولِهِ، وصدَّقَ بِمَا جَاءَ مِنْهُ، فخَفَّفَ اللَّهُ بِذَلِكَ عَنْ نَبِيِّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فكان رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لا يَسْمَعُ شَيْئًا مِمَّا يَكْرَهُهُ مِنْ رَدٍّ عليْهِ، وتَكْذِيبٍ لَهُ، فَيُحْزِنُهُ ذَلِكَ، إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا إِذَا رَجَعَ إِلَيْهَا، تُثَبِّتُهُ وتُخَفِّفُ عَلَيْهِ، وتُصَدِّقُهُ وتُهَوِّنُ علَيْهِ أمْرَ النَّاسِ، رحِمَهَا اللَّهُ تَعَالَى (٢).

* إسْلامُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رضي اللَّه عنه- (٣):

ثُمَّ أسْلَمَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ -رضي اللَّه عنه- ابْنُ عَمِّ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولَمْ يَبْلُغِ الحُلُمَ حِينَ أسْلَمَ، وكَانَ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ عَلَى الصَّحِيحِ (٤)، ولَمْ يَعْبُدِ الأوْثَانَ قَطُّ لِصِغَرِهِ،


(١) انظر الإصابة (٨/ ٩٩).
(٢) انظر سيرة ابن هشام (١/ ٢٧٧).
(٣) هو عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ، ابنُ عَمِّ النبىِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو أوَّلُ من أسْلَمَ مِنَ الصِّبْيَانِ، وُلد قبلَ البِعْثَةِ بعشرِ سنينَ على الصَّحيح، فرُبِّيَ في حِجْرِ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يُفَارقْهُ، وشَهِدَ معه المَشَاهِدَ كُلَّها إلا غزْوَةَ تَبُوك، وزوَّجهُ ابنتهُ فاطمةَ، منَاقِبُهُ وفضائِلُهُ كثيرةٌ، حتَّى قال الإمام أحمدُ: لم يُنْقَلْ لِأَحَدٍ منَ الصَّحابَةِ ما نُقلَ لِعَلِيٍّ، قُتل -رضي اللَّه عنه- في صَبِيحَةَ يومِ الجُمُعة، في السابع عشر من رمضان، سنة أربعين من الهجرة. انظر الإصابة (٤/ ٤٦٤).
(٤) قال الحافظ في الفتح (٧/ ٥٦٦): الأصحُّ في سِنِّ عليّ -رضي اللَّه عنه- حينَ المبعثِ كَانَ عَشْرَ سنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>