للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهُوَ أَبُو ثَقِيفٍ، وَكَانَ مِنْ ثَمُودَ قَوْمِ صَالِحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هَذَا قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ، وَهُوَ أَبُو ثَقِيفٍ، وَكَانَ مِنْ ثَمُودَ، كَانَ فِي حَرَمِ اللَّهِ، فَمَنَعَهُ حَرَمُ اللَّهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْهُ أَصَابَتْهُ النِّقْمَةُ التِي أَصَابَتْ قَوْمَهُ بِهَذَا الْمَكَانِ، فَدُفِنَ فِيهِ، وَآيَةُ (١) ذَلِكَ أَنَّهُ دُفِنَ مَعَهُ غُصْنٌ مِنْ ذَهبٍ، إِنْ أَنْتُمْ نَبَشْتُمْ عَنْهُ أصَبْتُمُوهُ مَعَهُ"، فَابْتَدَرَهُ النَّاسُ فَاسْتَخْرَجُوا الْغُصْنَ (٢).

* حِصَارُ الطَّائِفِ وَإِصَابَةُ نَفَرٍ مِنَ المُسلِمِينَ:

ثُمَّ أَكْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- طَرِيقَهُ إِلَى الطَّائِفِ حَتَّى نَزَلَ قَرِيبًا مِنْ حِصْنِ


= رغال ثمود- وبين ما ذكره ابن إسحاق في السيرة: أن أبا رغال هذا المتأخر، وافق اسمه اسم جده الأعلى، ورجمه الناس كما رجموا قبر الأول أيضًا واللَّه أعلم.
(١) الآيَةُ: الْعَلَامَةُ. انظر النهاية (١/ ٨٨).
(٢) أخرج ذلك ابن حبان في صحيحه - كتاب التاريخ - باب بدء الخلق - رقم الحديث (٦١٩٨) - وأبو داود في سننه - كتاب الخراج - باب نبش القبور العادية - رقم الحديث (٣٠٨٨) - وأورده الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (١/ ١٥٤) - والتفسير (٣/ ٤٤٣) - وأورده ابن الأثير في جامع الأصول - رقم الحديث (٩٥٢٢) - وإسناده ضعيف.
قلت: خبر رجم العرب لقبر أبي رغال ثابت، فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٤٦٣١) - وابن حبان في صحيحه - رقم الحديث (٤١٥٦) بسند صحيح عن سالم عن أبيه قال: أَنَّ غَيْلان بن سَلَمة الثقفي أسلم وتحته عَشْرُ نسوة، فقال له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اختر منهنَّ أربعًا"، فلما كان في عهد عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- طلّق غَيْلَان بن سلمة الثقفي نساءه الأربع، وقسم ماله بين بنيه، فبلغ ذلك عمر -رضي اللَّه عنه-، فلقيه، فقال: إني لأظن الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك، فقذفه في نفسك، ولعلك أن لا تمكث إلا قليلًا، وأيم اللَّه، لتراجعن نساءك، ولترجعن في مالك، أو لأورثهن منك، ولآمرن بقبرك، فيرجم كما رُجم قبر أبي رِغال.

<<  <  ج: ص:  >  >>