لكن روى الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب عددِ غَزَوات النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رقم الحديث (١٢٥٤) عن زيد بن أرقم -رضي اللَّه عنه- أنه سُئل: ما أول غزوة غَزَاها رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: ذات العُسَيْر أو العُشَيْر. قَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ في البداية والنهاية (٣/ ٢٦١): وهذا الحديث ظاهرٌ في أَنَّ أول الغزوات العُشَيرة، اللهم إلا أن يكون المرادُ غَزْوة شهدها مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- زيدُ بن أرقم العُشَيرة، وحينئذٍ لا ينفِي أن يكون قبلها غيرها لم يشهدْ زيدُ بن أرقم -رضي اللَّه عنه-، وبهذا يحصل الجَمْعُ بين ما ذكره محمد بن إسحاق وبين هذا الحديث، واللَّه أعلم. قلتُ: ويؤيد ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح - رقم الحديث (١٩٢٨٢) عن أبي إسحاق قال: سألت زيد بن أرقم: كم غزا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: تسع عشرة، وغزوت معه سبع عشرة، وسبقني بغزاتين. (٢) هذا ما ذكره ابن سعد في طبقاته (١/ ٢٥٣) - وذكر ابن إسحاق في السيرة (٢/ ٢١١): أنها كانت في أواخر جُمَادى الأولى، وجعل رُجُوعه -صلى اللَّه عليه وسلم- منها في جمادى الآخرة.