للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسَالِيبُ قُرَيْشٍ في مُحَارَبَةِ النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ودَعْوَتِهِ

لَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مُسْتَمِرٌّ فِيمَا هُوَ عَلَيْهِ، لا يَصْرِفُهُ عَنْ دَعْوَتهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى شَيْءٌ، فَكَّرُوا مَرَّةً أخْرَى، واخْتَارُوا لِقَمْعِ هَذِهِ الدَّعْوَةِ أسَالِيبَ مِنْهَا:

١ - إثَارَةُ الشُّبُهَاتِ حَوْلَ مَصْدَرِ القُرْآنِ الكَرِيمِ، وبَثُّ الدِّعَاياتِ الكاذِبَةِ، ونَشْرُ الإيرَاداتِ الوَاهِيَةِ حَوْلَ تَعَالِيمِهِ، وحَوْلَ شَخْصِيَّتهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، والإكثارُ مِنْ ذَلِكَ بِحَيثُ لا يَبْقَى لِلْعَامَّةِ مَجَالٌ في تَدَبُّرِ دَعْوَتِهِ، فكانُوا يَقُولُونَ {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَر} (١)، وكانُوا يَقُولُونَ عنِ القُرْآن: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (٢)، {إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ} (٣)، وكانُوا يَقُولُونَ عَنْ رسُولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} (٤).

قَالَ ابنُ إسْحَاقَ: كَانَ رسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فِيمَا بَلَغَنِي- كَثِيرًا ما يَجْلِسُ عِنْدَ


(١) سورة النحل آية (١٠٣).
(٢) سورة الفرقان آية (٥).
(٣) سورة الفرقان آية (٤).
(٤) سورة الفرقان آية (٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>