للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دُجَانَةَ، وَسَهْلُ بنُ حُنَيْفٍ وَغَيْرُهُمْ، سَعَى المُشْرِكُونَ إِلَى عَرْقَلَةِ انْسِحَابِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِالمُسْلِمِينَ، واشْتَدُّوا في هُجُومِهِمْ، لِعَرْقَلَةِ الِانْسِحَابِ إِلَّا أَنَّهُمْ فَشِلُوا أَمَامَ بَسَالَةِ (١) لُيُوثِ (٢) المُسْلِمِينَ.

وَهَكَذَا انْهَزَمَ المُشْرِكُونَ، وَفَشِلَتْ مُحَاوَلَاتُهُمْ أَمَامَ بَسَالَةِ المُسْلِمِينَ (٣).

* صُعُودُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- الصَّخْرَةَ:

وَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنْ يَعْلُوَ الصَّخْرَةَ التِي في الشِّعْبِ، فَلَمَّا ذَهَبَ لِيَنْهَضَ لَمْ يَسْتَطِعْ، لِأَنَّهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ بَدَّنَ (٤)، وَظَاهَرَ بَيْنَ دَرْعَيْنِ (٥)، وَأَصَابَهُ الضَّعْفُ لِكَثْرَةِ مَا نَزَفَ دَمًا مِنْ جُرْحِهِ، فَبَرَكَ طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ -رضي اللَّه عنه- تَحْتَهُ، فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَى ظَهْرِهِ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الصَّخْرَةِ، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَوْجَبَ طَلْحَةُ" (٦).


(١) البَسَالَةُ: الشَّجَاعة. انظر النهاية (١/ ١٢٨).
(٢) اللَّيْثُ: الشِّدَّةُ والقُوَّة، وبه سُمِّي الأسد ليثًا. انظر لسان العرب (١٢/ ٣٧٣).
(٣) أخرجَ انحِيَازَ الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه إلى جبَلِ أُحُدٍ: الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٦٠٩) وإسناده حسن - وأما معرفة كعب بن مالك -رضي اللَّه عنه- للرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- فقد أخرجها: أبو نعيم في الدلائل (٢/ ٤٨٢) - وابن إسحاق في السيرة (٣/ ٩٣) - والبيهقي في دلائل النبوة (٣/ ٢٣٧) - وإسناده صحيح.
(٤) بَدَّن: أي كَبَّرَ وأسَنَّ، والبادِنُ: الضَّخْمُ. انظر النهاية (١/ ١٠٧).
(٥) ظاهَرَ بينَ دِرْعَيْنِ: أي لبِسَ دِرْعَيْنِ أحدُهُمَا فوقَ الآخر. انظر النهاية (٣/ ١٥٢).
(٦) أخرجَ صُعودَ الرَّسول -صلى اللَّه عليه وسلم- على ظهرِ طَلْحَةَ -رضي اللَّه عنه-: الإمام أحمد في مسنده (١٤١٧) - وابن حبان في صحيحه - كتاب إخباره -صلى اللَّه عليه وسلم- عن مناقب الصحابة - باب ذكر طلحة بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>